السبت، 23 أكتوبر 2010

الحلقة الثانية من كتاب فك أسرار ذي القرنين وياجوج ومأجوج

ذو القرنين ( أخناتون ) كان رسولا من لدن الله تعالى لمصر أولا ثم للصين

أما فرضية أن ذا القرنين ( أخناتون ) كان رسولا من لدن الله تعالى لمصر أولا ثم للصين فقد تحققت من خلال ثورته على عبادة أهله وشعبه للشمس والأصنام ودعوته إلى عبادة إله واحد لا شريك له ودعوته إلى الأخلاق الكريمة وكان قويا مصمما على ذلك لم يهادن الكهنة أو يساومهم على دينه ليبقى ملكا بل أنه قام بتحطيم جميع الأصنام والمعابد وما كان لبشر عادي أن يثور ويتجرأ على الجهر بدينه في وسط من الكفر والعداء رغم ما لاقاه من الأذى في سبيل نشر دعوته إلا إذا كان نبيا ورسولا مبعوثا من لدن الله تعالى ولا غرابة في ذلك فهناك حقيقة قرآنية وهي أن الله تعالى عادل مع جميع مخلوقاته من البشر ومن قبيل هذا العدل أنه سبحانه وتعالى بعث في كل أمة رسولا ليدعوهم إلى دين الحق يقول الله تعالى في هذا الصدد :

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

وتطبيقا لهذه الحقيقة فإنه ليس من المستغرب أن يبعث الله في كل من الأمتين المصرية والصينية رسولا يدعوهم لعبادة الله ويحذرهم من عبادة الأوثان وخاصة وأن هاتين الأمتين من أكثر الأمم القديمة عمقا بشريا وحضاريا وبقراءة متعمقة للتاريخ نجد أن أخناتون كان هو المصري الوحيد الذي دعا المصريين القدامى لنبذ عبادة الشمس والأصنام والتحول إلى عبادة خالق الشمس الإله الواحد . كما أن ذا القرنين كان الوحيد الذي دعا الصينين القدامى إلى نبذ الخرافات وعبادة الناس والتحول إلى عبادة الله الواحد ولما كان أخناتون هو ذو القرنين فإن بعثه للمصريين ثم للصينيين يعني أن هاتين الأمتين كانتا موحدتين في زمن تلك البعثة 1370ـ 1352 قبل الميلاد بالنسبة لمصر ولفترة أبعد من ذلك في الصين .


وفيما يلي  سنتابع مسار رحلة ذي القرنين ( أخناتون ) من مصر إلى مطلع الشمس في جزيرة كيربياتي على المحيط الهادي

************************

رحلة ذي القرنين ( أخناتون ) من مصر إلى مطلع الشمس
في جزيرة كيربياتي على المحيط الهادي

يقول الله تعالى في سورة الكهف

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا 83 إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا 84 فَأَتْبَعَ سَبَبًا 85 حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا 86 قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا 87 وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا 88 ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا 89 حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا 90 كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا 91 ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا 92 حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا93 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا 96 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 98

يقول الله تعالى إنا مكنا له في الأرض وأتيناه من كل شئ سببا ، والآية تدل على أن ذا القرنين كان ملكا وتروي المصادر التاريخية أنه كان عالما وجغرافيا ومهندس بناء وأوتي من كل شئ سببا وقد اتضح ذلك من خلال رحلته إلى مطلع الشمس وبناء الردم .

وكان هاجس المؤلف الاهتداء إلى مطلع الشمس وقد استدل من قول الله تعالى حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ أن للشمس مطلعا واحدا ولا بد أن هذا المطلع موجود في وقتنا الحاضر ,, مع ملاحظة أن الله خص المطلع بالشمس وخص المشرق بالأرض يقول تعالى (حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ويقول تعالى ( وترى الشمس إذا طلعت ) ويقول تعالى (حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ويقول تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) وهكذا في كل مرة يتحدث عن الشمس يصفها بالطلوع ولم يذكر مطلقا تعبير شروق الشمس أو مشرق الشمس ولكنه جل وعلا عندما يتحدث عن الأرض يعبر عنها بالشروق والمشرق والمشارق فيقول تعالى ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) ويقول تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها ) وقال أيضا ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) والعلم الحديث يؤيد هذا التعبير لأن الأرض تدور حول محورها بانجاه الغرب وكل حركة لها تعتبر شروقا في مناطق معينة ولذلك تتعدد المشارق فلكل منطقة مشرقها أما المطلع فهو واحد وتلك من معجزات القرآن الكريم التي أيدها العلم الحديث .

ومن هذا المنطلق ركز على أن للشمس مطلعا واحدا وهداه تفكيره إلى أن هذا المطلع لا بد أن يكون على خط الاستواء ويكون أقصى نقطة باتجاه الشرق وهكذا اختار جزيرة ( كيربياتي ) على المحيط الهادي حيث في هذه الجزيرة تطلع الشمس يوميا الساعة السادسة والنصف صباحا وتغرب في السادسة والنصف مساء ويتساوى فيها الليل والنهار طوال أيام العام وهكذا بدأ رحلته إلى هذه الجزيرة البعيدة في يوم الأربعاء 25/4/2001 م وكان خط سير الرحلة
الرياض ـ دبي ـ سنغافورة ـ طوكيو ـ فيجي ـ تاراوا ( عاصمة كيربياتي )
واستغرقت الرحلة 28 ساعة طيران وكانت المسافة من الرياض إلى تاراوا 25000كم وعندما وصل الجزيرة اكتشف أنه لا يوجد بها أي مرتفعات تحد البصر عن مطلع الشمس وأن سكان الجزيرة يعتبرون أنفسهم أول من تطلع عليهم الشمس ويفتخرون بذلك ..ومفاجأة أخرى مذهلة كانت بانتظاره وهي أن مكتب الخطوط قد حجز له فندقا اسمه مطلع الشمس ، وتنطق بلغة أهل كيربياتي ( اوتن تاي ) وهي قريبة في لفظها من كلمة ( أتون ) التي تعني بمفهوم اخناتون ( ذي القرنين ) رب الشمس .. وهذا يؤكد أن كيربياتي هي مطلع الشمس وأن أخناتون جاء إلى هنا ..


حافلة الفندق ( لاحظ الاسم ـ مطلع الشمس)

ولم يبق إلا البحث عن مغرب الشمس وهو المكان الذي وصله ذو القرنين أولا ووجد الشمس تغرب فيه في عين حمئة ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) فانحصر التفكير في البحث عن العين الحمئة وهي موجودة في جزر المالديف حيث تتكون في المحيط الحلقات الحلزونية التي تجعله اشبه ببرك المياه الحامية وقد نشأت عن طريق البراكين التي ثارت في قلب المحيط مكونة مجموعة من الجزر في عام 1350 ق م وهي فترة ظهور ذو القرنين مما جعله يرى الشمس تغرب في أعماقها وهي موجودة في الجهة الغربية من كيربياتي وتفصلهما مسافة 16000كم ومن الطبيعي أن يصل ذو القرنين إليها أولا بحكم قدومه من الجهة الغربية ( من مصر )
وبهذا ينتهي هذا الجزء من البحث بتحديد موقع مغرب الشمس ومطلعها


وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سنتابع رحلة ذي القرنين إلى الصين
وبلوغه ما بين السدين 


ليست هناك تعليقات: