السبت، 23 أكتوبر 2010

الحلقة الثالثة من كتاب فك أسرار ذي القرنين وياجوج ومأجوج


رحلة ذي القرنين إلى الصين وبلوغه ما بين السدين
ومعنى يأجوج ومأجوج

قال تعالى
حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا 90 كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا 91 ثم أتبع سببا .92 حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. 93 قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . 94 قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما 95.

ومما سبق يتضح أن ذا القرنين بعد أن وصل مطلع الشمس واصل رحلته إلى بلاد ما بين السدين وقد أثبت المؤلف أنها هي الصين .. ولكن من هم يأجوج ومأجوج ؟وماهي قصتهم مع جيرانهم الصينيين الذين استعانوا بذي القرنين لبناء الردم ؟وماذا حل بهم من عهد ذي القرنين حتى اليوم ؟ وماهي صفاتهم الجسمانية والسلوكية ؟ وماذا فعلوا عبر تاريخهم الطويل من عدوان وإفساد ؟ وأين هم الآن ؟
هذه الأسئلة يجيب عليها المؤلف بتفصيل متناه وقد بدأ بحثه بتتبع كلمتي يأجوج ومأجوج وهل هما كلمتان صينيتيان ؟ وهل هما مستخدمتان الآن ؟ وبخاصة أن بعض المفسرين ذكروا أنهما كلمتان أعجميتان ، وقد كان من توفيق الله أن حدثت قصة ساعدته في الوصول إلى ما يريده يقول باختصار :

( في عام 1419هـ بلغت بأنني رشحت عضوا في اتحاد الدراجات السعودي علما بأنه لم يكن لي أي اهتمام بهذه الرياضة من قبل ولكني قبلت وشكرت المسؤولين .. ولأن الاتحاد السعودي عضو في الاتحاد الأسيوي فقد طلب منا المشاركة في اجتماعات الاتحاد الأسيوي في شنغهاي في الصين ورشحت كرئيس للفريق السعودي المشارك في السباقات التي كان مقررا تنظيمها خلال فترة الاجتماعات وهكذا وجدت نفسي ولأول مرة في الصين الشعبية التي طالما ذهب خيالي وظني على أنها قد تكون هي بلاد يأجوج ومأجوج
وخلال الأيام الأولى لزيارتي لمدينة شنغهاي تعرفت على أستاذ في جامعة تنكوا اسمه ( Huxiao Tian ) وكان هدفه من المشاركة تقوية لغته الانجليزية ولتحقيق ذلك كان حريصا على انتهاز كل فرصة للحديث باللغة الانجليزية وقد شجعني لطفه وحسن تعامله على طرح بعض الأسئلة عن تاريخ الصين القديم فلعلني أجد ما يساعدني على فك بعض أسرار قصة ذي القرنين .. وذات مرة بادرته سائلا عما كان قد سمع بقصة يأجوج ومأجوج وقد جاء نطقي لهذه العبارة كما ألفنا قراءتها باللغة العربية . فلم يدرك الرجل ما قلته لا من حيث اللغة ولا النطق فأخذت أكرر نطق يأجوج ومأجوج عدة مرات وبنبرات مختلفة لعلي أفلح في جعله يلتقط أي لفظ له دلالات باللغة الصينية .. وكم كانت مفاجأتي عندما قال أن كلمة " يأ" تعني باللغة الصينية آسيا و "جو" تعني قارة وعندما تضاف لها "جن " تعني " سكان قارة "، وتنطق كما تنطق بالقرآن الكريم بتسكين الهمزة في " يأ" وتعطيش الجيم في " جوج " مع التنوين ( جوجن). وكانت لهفتي شديدة للتعرف على ما تعني بقية الكلمات فمضيت أسأله عن كلمة "مأ" بعد أن عرفت أن جوج تعني "سكان قارة" قال أنها تعني الخيل وهكذا بدأت تتضح لي بصورة جلية أن كلمتي يأجوج ومأجوج باللغة الصينية تعني ( سكان قارة آسيا وسكان قارة الخيل )ولشدة مفأجأتي هتفت قائلا بصوت مسموع لفت الحضور الله أكبر وقد بدا الاستغراب على وجه مرافقي وقد كان معذورا ولو عرف ما يعنيه ذلك الاكتشاف من أهمية بالغة ليس من حيث الإعجاز القرآني فقط بل من حيث المدلولات التاريخية والعلمية وما ساهم به في الوصول إلى فك لغز هذه العبارة القرآنية لقدر تفاعلي وشدة سروري .

وكمحصلة للبحث والدراسة والسفر تبين

أن العبارة القرآنية " يأجوج ومأجوج " التي وردت في سورة الكهف وسورة الأنبياء هي عبارة باللغة الصينية الفصحي وما زالت مستخدمة إلى الآن

أن القوم الذين طلبوا من ذي القرنين بناء السد لهم أو الردم كما قرر ذي القرنين هم صينيون

أن تفسير العبارة هو ( أن سكان قارة آسيا وسكان قارة الخيل مفسدون في الأرض )

أن المنطقة التي بني فيها الردم هي مقاطعة ( خنان ) وأن المدينة هي ( جنج جو )

أن الملك الذي كان يحكم الصين في ذلك الوقت ( 1230ق م ) هو شانغ من أسرة شانغ وهو نفس الزمن الذي غادر فيه أخناتون مصر

أن ذا القرنين كان رسولا طوافا من عند الله لكثير من الأمم وأنه أرسل للأمة الصينية بصفة خاصة

أن ذا القرنين كان عالما في الدين وخبيرا في العلوم الأخرى كالفيزياء والكيمياء والفلك والجغرافيا وتقنية المواد وعلوم البحار وقيادة السفن والهندسة المدنية والمعمارية وعلم اللغات وهي الأسباب التي ساعدته في رحلته إلى مطلع الشمس وفي قدرته على بناء الردم


وفيما يلي  إن شاء الله سنتعرف على كيفية بناء الردم 
والأسباب التي أدت إلى بنائه

********************
أين يقع الردم ؟ وكيف تم بناؤه وما الغرض منه

قال تعالى
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا93 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا 96 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 98

بعدما تم التأكد من أن البلاد التي وصلها ذو القرنين هي الصين وأن الذين طلبوا منه بناء السد هم الشعب الصيني لأنهم كانوا يتعرضون لعدوان جيرانهم على الحدود الشمالية ( يأجوج ومأجوج ) وهم سكان قارة آسيا وسكان قارة الخيل توصل المؤلف أن منطقة ما بين السدين هي مدينة جنج جو في مقاطعة ( خنان ) في وسط الصين وما زال الردم موجودا فيها وقد وقف بنفسه عليه والتقط الصور التذكارية واكتشف أن أرتفاعه يبلغ من ثمانية إلى تسعة أمتار وأن عرض قاعدته كبيرة جدا حيث تبلغ 36 مترا ويتكون من هيكل ضخم له ضلعان وبينهما زاوية ويبلغ طوله حوالي سبعة كيلومترات وبعض أجزائه قد تعرضت للهدم


في الصورة الأولى المؤلف ومن خلفه الردم ( لا حظ الارتفاع ) وفي الصورة الثانية يرتقي أعلاه انظرعرض الردم بملاحظة المسافة بين الأشجار عن يسار المؤلف ويسار الرجل الذي يقف بموازاته

أما مهندس الردم فهو ذو القرنين كما ذكر القرآن الكريم وهو الذي وضع مواصفاته واختار أن يكون ردما بعد أن طلب منه الصينيون أن يكون سدا ، لأن السد لا يصلح إلا لحجز المياه أما الردم فهو الأنسب لصد الغزاة والمعتدين .. وعند التدقيق في المواد الخام والتقنيات التي اتبعت في بنائه تجد أنه من الحديد الذي يصهر بواسطة النفخ بالنار ثم يفرغ عليه القطر ومدينة جنج جو تتمتع بوجود احتياطات كبيرة من الحديد ومن الفحم الحجري المستخدم في الوقود ومن مادة الصلصال المشار إليه باللغة الانجليزية (Earth ) وهو ما يعتقد أنه القطر الذي ذكر في القرآن وليس النحاس كما ذكر بعض المفسرين لأنه لا يوجد في الصين نحاس يقول القرآن أن ذا القرنين استخدم زبر الحديد ثم قام بإشعال الحديد واستخدام المنافيخ لجعله نارا ثم أفرغ على الحديد المشتعل مادة القطر وهذه العمليات تتوفر فيها كل مقاييس العمليات الكيميائية المستخدمة في تكوين المركبات الكيميائة لتغيير خصائصها وإكسابها خصائص جديدة


المؤلف يسير فوق الردم مع مجموعة من الصينيين

والأعجوبة الأخرى أن هناك تطابقا في أسلوب البناء والمواد المستخدمة بين صرح هامان وفرعون الذي بناه والد اخناتون ( امنحوتب ) في مصر وبين ردم يأجوج ومأجوج يقول الله تعالى

وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين

ففي المشروعين تم استخدام الطين وتم القيام بالنفخ وهذا دليل على أن أخناتون هو القاسم المشترك في المشروعين وأنه قد اكتسب خبرة في هذا النوع من البناء رغم اختلاف طبيعة المشروعين فالصرح هو برج يستخدم للاستكشاف ويناسبه الطين المحروق أما الردم فيستخدم للحماية من الأعداء ولا بد من استخدام الحديد لجعله أكثر متانة وهذه المقاييس والمتانة هي التي وصفها الله تعالى بقوله ( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) صدق الله العظيم



وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سنتعرف على يأجوج ومأجوج أين هم الآن ولماذا هم مفسدون في الأرض ؟ ومتى سيكتسحون العالم؟

ليست هناك تعليقات: