الأحد، 7 أبريل 2019

بيت الصائغ للفنون بينبع

هو المشروع الأجمل والأكمل والأفضل منذ إنشاء المنطقة التاريخية إلى اليوم ويعادل في قيمته جميع المشاريع المنشآة في التاريخية فهو قصر ثقافة وفنون مصغر . يجمع الفنون الموسيقية والفنون التشكيلية وأروقة الثقافة تحت سقف واحد ويوجد فيه مرسم حر . ويستطيع من يهوى الثقافة أو الموسيقى أو الرسم أن يمارس هوايته وينمي موهبته مجانا وتحت إشراف طاقم تدريبي متمرس يعج البيت بهم وبهن ويعملون معا كخلية نحل لا تعرف الكلل والملل مدفوعين برغبة جامحة وعشق جارف 

تم افتتاح بيت الصائغ على شرف محافظ ينبع الأستاذ سعد السحيمي منذ أكثر من شهر ولكني لم أزره إلا أمس وذلك تقصير مني وأنا الحريص على حضور أي فعالية فنية تشكيلية وقصور من المسؤولين عنه في تقديم الدعاية التي يستحقها مكتفين بأن العمل الجيد يفرض نفسه
هو معلم حضاري متميز وعامل جذب سياحي تشد إليه الرحال . ومكان لا ينبغي لمواطن أن يتجاهل زيارته إذا قدر له أن يزور ينبع أو كان من سكانها على أن أكثر ما أعجبني بداية هو حرص المسؤول الأول عن السياحة والتراث الوطني في ينبع الأستاذ سامر العنيني على المحافظة على الاسم التراثي ( بيت الصائغ ) وفي هذا تخليد لاسم مالكه رحمه الله واستغلال لدلالة الاسم على ما أنشئ من أجله فالصياغة في ينبع حرفة عريقة تعتمد على المهارة والفن والبيت اليوم يقدم العراقة والمهارة والفن ولا شك أنها التقاطة ذكية من رجل السياحة الأول في ينبع .

زرت البيت أمس بصحبة الصديق المربي الفاضل الأستاذ مبارك النبيهي واستقبلتنا الفنانة التشكيلية أبرار الرميم ببشر ظاهر وحفاوة تدل على حبها لعملها وإخلاصها له وجلنا برفقتها في أروقته وردهاته وقدمت لنا شرحا وافيا عن أهدافه ومحتوياته وأرتنا ما يحتويه من اللوحات التشكيلية الرائعة والخطوط الجميلة ، والأستاذة أبرار فنانة تشكيلية متمكنة رسومها معبرة وخطوطها حادة وتعتمد على اللون بشكل كبير أعجبني لوحات لها عن الطيور نفذت بدقة عالية وألوان مبهجة
انتقلنا بعد ذلك إلى قسم آخر كانت على رأسه الفنانة التشكيلية والخطاطة عهود سعيد الصبحي والخط فيما أعلم صنعة رجالية وقليل من يجيده من النساء ولكن الحق أنها تمارسه بمنتهى الاتقان والدقة رأيت أعمالها في الخط الديواني ومزاوجتها بين الخط والرسم وذهلت من تمكنها وإجادتها ما شاء الله تبارك الله .. ولا أدري كيف ارتكبت أمامها كتابة عبارة بالخط الديواني بطلب من الأستاذ مبارك سامحه الله فظهر خطي مهزوزا ركيكا لعدم تعودي على الكتابة بأقلام الطومار والحبر الشيني وبدوت كأنني أبيع الماء في حارة السقايين . بيد أنها على أية حال تجربة تدفعني لأن أبحث عن أقلام الطومار وأتدرب عليها 

وبعد .. كنت أمني النفس بلقاء الأستاذة فاطمة يوسف العواد وهي فنانة تشكيلية ومدربة فن ورسم وكتابة وتأليف شاركت في العديد من المعارض الفنية والفعاليات .. وقد تعرفت عليها في مناسبة سابقة وكان بيننا تعاون مشكور 
وهي قامة وهامة معروفة تقيم دورات في الرسم ومبادئ وأسرار الألوان ومتمكنة جدا من رسم البورتريه يكفي أن تقف أمامها فترسمك مباشرة 
لم يسعفني الحظ بلقائها ولكني فرحت بوجود هذه الكوكبة الرائعة من الفنانات المتمكنات واستقطاب هيئة السياحة بينبع لهن وجمعهن في صعيد واحد والاستفادة من وجودهن جميعا 
وعند خروجي شاهدت مجموعة من الموسيقيين يحملون آلاتهم ويتخذون أماكنهم قيل أنهم سيقدمون وصلة موسيقية ولكني لم أتمكن من مشاهدتهم لأنقل لكم شيئا من نشاطهم 
على أية حال وخلاصة المقال أن المشروع جبار وأن زيارته واجبة فلا تفوتوا الفرصة .