السبت، 23 أكتوبر 2010

الحلقة الأخيرة من كتاب فك أسرار ذي القرنين وياجوج ومأجوج


يأجوج ومأجوج أين هم الآن ولماذا هم مفسدون في الأرض ؟

 عرفنا أن ( يأجوج ومأجوج ) كلمتان صينيتان وما تزالان تستخدمان في اللغة الصينية إلى اليوم وأن يأجوج تتكون من ثلاث مقاطع هي (يأ ) وتعني آسيا و ( جو) وتعني قارة و ( جن) وتعني سكان .. وأن مأجوج تتكون من ثلاث مقاطع أيضا هي ( مأ ) وتعني الخيل و( جو ، وجن ) وسبق التعرف على معناهما وبالتالي فإن الترجمة الحرفية للكلمتين هي ( سكان قارة آسيا ) و ( سكان قارة الخيل )
وتشير العديد من المؤشرات والدلالات التاريخية أن الصين عندما بلغها ذو القرنين كانت تعيش في جو منعزل عن جيرانها من يأجوج ومأجوج وهم :

اليابانيون ـ الكوريون ـ المنشوريون ( الآن جزء من الصين ) سكان سيبريا ـ سكان التبت ( الآن جزء من الصين ) ـ بعض دول وشمال وسط آسيا ـ سكان منغوليا ( وتجتمع في منغوليا أنها من سكان قارة آسيا ومن سكان قارة الخيل
وهذه الدول هي التي كانت بينها وبين الصين اتصالات وحروب في تلك الحقبة من الزمن وقد أيدت العديد من الاستكشافات والأبحاث والآثار أن الصينيين الذين قالوا لذي القرنين " إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض إنما كانوا يقصدون سكان الدول المذكورة أعلاه

ما الأسباب التي جعلت يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ؟

1ـ قسوة الظروف الجغرافية والبيئية والمعيشية
2ـ شح وندرة الموارد الطبيعية ومصادر الرزق
3ـ توفر أدوات القتال وتفوقها ( الخيل وتوفر مهارة استخدامها في الحروب )
4ـ ضعف الصين في زمن ذي القرنين وافتقارهم إلى قوة الردع الكافية
5ـ ولع هؤلاء القوم بالحروب واتصافهم بالوحشية وعدم الرحمةفي معاملة الأعداء
6ـ الطمع في موارد الصين وثرواتها

وهذه الدول كانت دائما مصدر خطر على جيرانها وعلى العالم وبخاصة وأنهم متمرسون في فنون القتال ويمتلكون خيولا متوحشة تعينهم على ارتكاب فسادهم وقد خرج من المأجوجيين ( أصحاب الخيل في منغوليا ) جنكيز خان الذي كانت أولى حروبه موجهة نحو المجتمعات الحضرية حيث دمر مدينة خوارزم أجمل مدن الدنيا حينذاك وتركها أطلالا وخرائب ويقول المؤرخون أن ما قام به جنكيز خان من مذابح بشعة هي أكثر المذابح دموية في تاريخ البشرية وأنها شبهت بالكورارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والعواصف وقد بلغ من وحشيته أنه قتل جيشا من المسلمين في بخارى تعداده 20000 عشرون ألف جندى عندما أراد الهرب ، كما أنه كان يفرغ صناديق المصاحف ويستخدمها في تغذية الخيل .. وخرج هولاكو الذي اكتسح آسيا حتى وصل إلى الدول العربية وأحرق مدينة بغداد مما يدل أن الإفساد بطبيعتهم وأن الوحشية جزءا من شخصيتهم التي فرضتها قسوة الطبيعة الصحراوية والرعوية .

الصفات الجسمانية والأخلاقية لليأجوجيين والمأجوجيين

تشترك هذه الشعوب مع الصينين في الأصول العرقية حيث تنتمي جميعها للجنس المغولي وتتصف بصفات خلقية وجسمانية مميزة وهي

1ـ البشرة تميل للون الأصفر
2ـ عراض الوجوه المسطحة نسبيا
3ـ بروز عظام وجنات الخدود
4ـ عيونهم سوداء ضيقة بيضاوية تشبه اللوزة
5ـ شعر أسود ناعم

وإنه لمن الإعجاز النبوي أن هذه الصفات جاءت ضمن حديث نبوي شريف ضمن سياق وصف يأجوج ومأجوج

فقد قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو عن ابن حرملة عن خالته قالت : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب اصبعه من لدغة عقرب فقال : " إنكم تقولون لا عدو لكم إنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يخرج يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة " .

إن هذا التطابق في الوصف النبوي ليأجوج ومأجوج مع ما تم استخلاصه من صفاتهم بعد أن تمت معرفتهم بصورة حقيقية في الوقت الذي لم يكن في جزيرة العرب من تنطبق عليه هذه الصفات لهو معجزة نبوية عظيمة بلا ريب


وإن شاء الله سنتعرف فيما يلي  على متى سيكتسحون العالم ؟

*******************
متى يكتسح يأجوج ومأجوج العالم ؟



قال تعالى "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله عز وجل " وهم من كل حدب ينسلون " فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون مافيه حتى يتركوه يابسا "

والفتح بالمفهوم الإسلامي يعني دخول البلدان والشعوب في الإسلام ، فهل تعني الآية والحديث أن شعوب هذه الدول سيدخلون في الإسلام ؟
أم أن الفتح يعني احتلال هذه الدول من قبل قوى أجنبية بقوة السلاح
أم أن الفتح الوارد يعني انفتاح دول قارة آسيا ودول قارة الخيل ( يأجوج ومأجوج ) على العالم كما هو الحال في هذا العصر المعروف بالعولمة ..

والمتتبع لتطور دول يأجوج ومأجوج وبروزها كقوة صناعية مؤثرة يلاحظ الكثير من الإشارات والعبارات التي تشير إلى مدلولات مرتبطة بمضمون عبارة هذا الفتح .. بينما نجد أن هذه الدول كانت على مر التاريخ معزولة ولم تبدأ في الانفتاح على العالم إلا ابتداء من القرن التاسع عشر الميلادي أما قبل ذلك فكانت بينهم عداوات شديدة وصراعات تمثلت في احتلال اليابان للصين وكوريا ونشوب الحروب بين شطري كوريا الشمالي والجنوبي وتقسيمهما إلى دولتين والصين أيضا انقسمت إلى الصين الشعبية واستمرت في شبه عزلة عن العالم حتى السبعينات والصين الوطنية التي استمرت تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية ومازالت في صراع مستمر مع الصين الشعبية

ولكن في السنوات الأخيرة بدأ بروز التكتل الأسيوي وسيطرته على الاقتصاد العالمي وبدأ النمو المطرد في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول الأسيوية وتكوين منظمات التعاون في شتى المجالات كما برز الشعور بالعداء لأمريكا من قبل شعوب هذه المنطقة وكل هذه المعطيات تشير إلى بروز النزعة الأسيوية وتحولها إلى تكتل قوي تتجلى عنده قوة اليأجوجيين وتبدأ قوتهم في النمو والهيمنة خاصة وأن معظم هذه الدول تمتلك قنابل نوويه أو لديها القدرة على صنعها فهل هذا يعني بداية لقوة يأجوج ( سكان قارة آسيا ) .

أما بالنسبة لمأجوج ( سكان قارة الخيل ) فأن وضعهم الاقتصادي والسياسي حاليا غير ذي شأن ولكن لا يستبعد أن يشكلوا في المستقبل أحلافا مع اليأجوجيين وعندئذ يصبح اليأجوجيون والمأجوجيون في حالة اتحاد ربما يكون هو الأقوى على وجه الأرض و وحينها يبدأ خطرهم على العالم كما جاء في القرآن الكريم .. و علينا أن نتذكر بأن وعد الله آتٍ لا محالة وهو اليوم الذي سيدك فيه ذلك الردم الذي بناه ذو القرنين في مدينة جنج جو في الصين ومن الحكمة أن تبقى أبصارنا مفتوحة على ما يجري حوله
والله غالب على أمره
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتهى

ليست هناك تعليقات: