الجمعة، 25 فبراير 2011

إحياء بيوت الأجداد





أبناء سالم عودة النزاوي يقدمون تجربة جديدة للمحافظة على التراث


150 صورة لينبع قديما تم إعادة صياغتها لتعود إلى الشكل الذي كانت عليه


قريبا ستتاح الفرصة للمواطنين لرؤية هذه الصور في معارض فنية تراثية


أبناء سالم عودة النزاوي يقدمون لعشاق التراث تجربة جديدة ومفيدة وثرية في إعادة تراث ينبع المتمثل في الصور الكثيرة المبثوثة في مواقع الانترنت وفي بعض الكتب والصحف القديمة بشكل جديد يعيد لها شكلها الحقيقي ويجعلها مناسبة للعرض في المعارض والمتاحف والمنازل والمكاتب ويبرز مكامن الجمال والنقوش التراثية الفريدة التي تتمتع بها


هذه التجربة تدل على أن أي شخص يستطيع أن يخدم مدينته من الموقع الذي هو فيه وبالإمكانيات التي يجيدها إذا كانت لديه روح العمل الجماعي وحب المبادرة


في هذه العجالة سنلقي الضوء على هذه المبادرة بلقاء الإخوة الأربعة أبناء سالم عودة النزاوي ( عودة وفيصل وأحمد وهاني )
أما فيصل فهو معروف لدينا وسبق لنا أن استضفناه في هذا المنتدى فهو صاحب الاستراحة الشهيرة التي تنقلك إلى الأجواء التراثية الينبعية بمجرد أن تدلف بوابتها .
ويقية الإخوة لا يقلون عنه عشقا للتراث ورغبة في خدمته


جاءت الفكرة كما يقول الأخ عودة : رأينا تراثا ضخما من الصور الينبعية القديمة لبعض المنازل والأسواق وبعض مظاهر التراث والثقافة الينبعية مبثوثا في مواقع الانترنت وفي صفحات الكتب والصحف والمجلات ولكن هذه الصور تعرضت لكثير من التشويه وتراكمت حولها المخلفات وطرأت على بعضها المستجدات العمرانية التي هي ليست من أصلها ورأينا أن بعض هذه البيوت أو أجزاء منها ما زالت موجودة وبعضها اختفت بالكامل .. فعزمنا على أن نعيد لهذه البيوت صورتها الحقيقية طالما أننا لا نستطيع إعادتها عمرانيا كما كانت لذلك أخذنا على عاتقنا جمع هذه الصور في المرحلة الأولى ثم معالجة كل صورة على حدة حتى نعيد لها شكلها الأصلي .


وحول الطريقة التي تمت بها هذه المعالجة يقول الأخ فيصل لقد استخدمنا في ذلك بعض برامج الكمبيوتر المتخصصة .. ولكن الصعوبة كانت تكمن في تصور الشكل الأصلي لها لأن بعض الصور طرأ عليها كثير من المستجدات الحديثة كأعمدة الإنارة والهواتف أو إزالة بعض الرواشين وتحويلها إلى محلات تجارية أو اختفاء بعض أجزائها ولذلك اعتمدنا على روايات بعض كبار السن وعلى الخبرة المكتسبة في مثل هذه الأعمال التراثية وقد أخذ منا هذا العمل قرابة خمس سنوات من الجهد المتواصل


وكيف جاءت فكرة المعرض ؟
في البداية كان العمل لا يتجاوز الهواية والرغبة في المحافظة على هذه الصور فقط كما يقول الأخ أحمد ولكن بعد أن اكتمل العمل على شكل 150 صورة صالحة للعرض قام الأخ فيصل بمخاطبة سمو الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العامة للهيئة العامة لسياحة والآثار الذي أعجب بهذا العمل كثيرا وأثني على جهودنا واقترح علينا أن نقوم بإنشاء معرض فني يحوي هذه الصور في أقرب مناسبة . ومن هنا تولد لدينا العزم على تحقيق هذه الرغبة بإذن الله


ومتى أقرب مناسبة ؟
أقرب مناسبة هي الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة إلى ينبع ومن المتوقع أن يحضر معه أيضا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وسنعرضها في مقر الغرفة التجارية بتاريخ 2/4/1432هـ تحت مسمى ( إحياء بيوت الأجداد ) لأن هذه هي الرسالة التي نسعى إلى توصيلها من خلال هذا العمل
وبعد ذلك سنعرضها بإذن الله في مهرجان ربيع ينبع وفي جميع المناسبات التي تعن في ينبع


هل لديكم فكرة إنشاء معرض دائم لهذه الصور ؟
يقول الأخ الأصغر هاني سنحاول إن شاء الله عرضها في استراحة الإصالة كليال تراثية تقام في شهر رمضان مثلا للتعريف بهذا التراث وخاصة أن هذه الاستراحة توفر الأجواء التراثية المناسبة للعمل وكثير من المواطنين يتوقون لرؤيتها . أما المعرض الدائم فإنه يتطلب إمكانيات كبيرة ولو قامت بذلك بلدية ينبع أو الغرفة التجارية أو لجنة أصدقاء التراث أو أي جهة أخرى لديها الإمكانات فإننا على أتم الاستعداد للتعاون معها .


هل ستعرضون هذه الصور للبيع ؟
يواصل الأخ هاني هذه الصور أخذت منا جهدا كبيرا في المعالجة في بداية الأمر ثم أخذت منا جهدا أكبر في تجهيزها كلوحات مناسبة للعرض ببراويز جميلة بعد اقتراح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان .. ولذلك ترى أن الفكرة في الأساس لم تكن من أجل البيع وإنما من أجل حبنا للتراث فقط ولكن بعد أن اكتملت أساسات الصور المعالجة وظهر العمل متكاملا على الطبيعة ومن منطلق حبنا للتراث فإننا نتوق إلى أن نرى كل بيت من بيوت ينبع أو إدارة من إداراتها قد امتلك بعض هذه الصور وعرضها لأن في ذلك فخر لنا وتخليد لعملنا ولا مانع من البيع بعد أن نحسب سعر التكلفة ولا نريد غير ذلك


وختاما وجه أبناء سالم عودة النزاوي شكرهم الجزيل لكل من خالد احمد جابر وسامي سليمان الغفاري والشيخ احمد محمد سند وعلي محمد سند وإبراهيم محمد سند والعم محمد جمعه درويش والعم عبد الله محمد باجنيد والعديد من االرجال والنساء الذين قدموا لنا المساعدة والعون بآرائهم وذكرياتهم حول هذه الأماكن وتحديد الكيفية التي كانت عليها


وبعد هذا اللقاء السريع مع هؤلاء الإخوة العاشقين للتراث فإنه يسرني أن ألقي الضوء على بعض هذه الصور لإدراك حجم وقيمة العمل الذي تم


 
انظر معي إلى هذه الصورة ولاحظ كيف اختفت بعض التكسيات وكيف استجد عمود الكهرباء والعمود الذي يسنده معترضا الباب


 
وانظر إليها الآن بعد المعالجة أنه نفس البيت كيف أزيل العمود ونظفت المنطقة المحيطة وأصبح تحفة فنية جميلة يفتخر بها


 
قبل


 
انظر الآن كيف عادت المنازل كما لو كان فيها أصحابها القدامى


 
قبل


 
بعد


 
قبل


 
بعد


أشهد أنه عمل جبار وأشهد أن هؤلاء الإخوة عودة وفيصل وأحمد وهاني يبعثون الإعجاب ويستحقون الإشادة فمازالت أياديهم على التراث والمحافظة عليه بيضاء وسوف ننتظر معرضهم التراثي القادم إن شاء الله لنستمتع ونستفيد فما أحرانا بالاقتداء بهم وقدح زناد افكارنا لتقديم عمل مفيد لبلدنا وأمتناوالله الهادي إلى سواء السبيل

الأحد، 20 فبراير 2011

عيدة العروي وحيدة السعودية


الوقوف مع الشاعرة وحيدة السعودية في هذه المنازلة مع الشعراء هو انتصار للشعر والكلمة الراقية والذين لا تعجبهم المرأة الشاعرة نقول لهم أنها كانت تعجب خير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يطلب الخنساء رضي الله عنها ويستنشدها ويعجبه شعرها ويقول : ” إيه يا خناس ” .. والخنساء كما يقول النقاد من أشعر العرب وكان من المسلمات كثير من الشاعرات المجيدات يستشهد بأقوالهن العلماء لا يقولون عنهن لا يعجبننا لمجرد أنهن نساء .. هذه جاهلية ممقوتة فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها عند رجل أو عند امرأة .. ولو أردت استعراض الشاعرات المسلمات لضاقت بهن هذه المساحة
وحسبنا أن نجد في هذا العصر خليفة للخنساء لنقف معها وندعمها في مسابقة طبيعتها لا تعتمد على الجودة بقدر ما تعتمد على التصويت وأشهد أن وحيدة السعودية هي خير من يمثلنا في هذا المحفل فــ ” إيه يا وحيدة السعودية ”
من هي وحيدة السعودية
الشاعرة من مواليد المدينة المنورة ذات عيد
تحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية تخصص تاريخ
تعمل معلمة
متزوجة ولها عدد من الابناء
مقيمة في المدينة المنورة
من قبيلة جهينة
شاعرة وكاتبة وفنانة تشكيلية تكتب الشعر بشقيه الفصيح والنبطي
لها ديوان مطبوع وهو ديوان ( راعبية غصون ) تولى طباعته وقدم له بقلمه وشعره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقد صدر الديوان عام 1419هـ
الشاعرة وحيدة السعودية بدأت النشر في سن الخامسة عشر عبر الصحافة الكويتية والسعودية فازت بجائزة ابها الثقافية للشعر النبطي التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 1410هـ
فازت بالعديد من الجوائز التكريمية من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والذي تولى طباعة ديوانها الأول( راعبية غصون ) وقدم له بقلمه
شاركت بكتابة زوايا في عدد من الصحف السعودية وكتبت في مجلة الصدى مقالات أسبوعية تحت عنوان ( من على الشداد ) لعدة سنوات ثم كتبت زواية ( نوازي ) في مجلة جواهر الاماراتية
فازت بجائزة صحيفة المدينة لإكمال بيت من الشعر والتي اعدها ومولها الأمير الشاعر عبد العزيز بن سعود ( السامر )
فازت بجائزة فواصل السنوية الكبرى 2005 م والتي تمحورت حول إكمال أبيات السامر في ذكر مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه
كما فازت بمسابقة المبدعون والتي تشرف عليها مجلة الصدى الاماراتية في مجال القصة القصيرة
والشاعرة وحيدة السعودية لها باع طويل في كتابة الشعر النبطي والفصيح وتتميز بطول النفس في القصائد إذ أنها تكتب القصيدة ذات الخمسين والثمانين بيت حتى المئة بيت بدون أن تختل حبكة القصيدة أو تفقد جمالها وهي متمكنة من جميع الطواريق فيكفي سماعها للبيت حتى ترد عليه بنفس الطاروق
بدأت قرض الشعر في سن مبكرة لم تتجاوز الثانية عشرة ونشرت بعد ذلك بعامين
ساندت الشعب الكويتي في محنته أثناء غزو العراق وكانت قصائدها تبث بصوتها من إذاعة الرياض على مدار الساعة
رصيد الشاعرة من الامسيات 4 امسيات في المدينة المنورة وأصبوحة شعرية في جامعة طيبة وأمسية شعرية في دبي وأمسية شعرية في مدينة الرياض
تعد الشاعرة حاليا ديوانها الثاني وكتاب يجمع شتات مقالاتها المنشورة على مدى سنوات
هي مقلة في النشر حاليا لعملها معلمة مغتربة منذ 8 سنوات أثرت سلباً على تواجدها على خارطة الساحة برغم حرصها على التواجد بين فترة وأخرى كلما أمكن لها ذلك


نماذج من شعرها

بحة موال
ألقتها أمام لجنة شاعر المليون ونالت الإعجاب بالإجماع

 
ياسيدي الشعر جيتك مدنـفٍ  باكـي
أسحب جروحي على بحة  مواويلـك
يومن رجع شدو عصفورك لشباكـي
حلفت لامسح وجع قلبـي  بمنديلـك
لي عام ما عانقت بك روحي  افلاكي
ولا ترحلت فـي رجـوى  مخاييلـك
ب..ارد عدودك واقيّل في ذرى الراكي
وارتاح عقب النهار الضنك في  ليلك
وارمي عباتي واوسد راسي إنهاكـي
وانام في حضـن تهليلـك وترتيلـك
تعبت من شكوةٍ ما تنصف  الشاكـي
تعبت أهلهلك وامشي فـي هلاهيلـك
تعبت اغنيك وردٍ واجنـي  أشواكـي
وانزفك لوعه على رقصة  خلاخيلـك
واطرب بك اللي مريح القلب  متباكي
مايوم جرحه وطيت أقصاه في  خيلك
ياسيدي والليالـي تتعـب  الحاكـي
يبطي سنا فجرها لا يسحبـه  ذيلـك
سودٍ تجر السواد وصبحهـا خاكـي
من بردها صاحت القيعـان ياويلـك
أشعلتها فيك شعـر ونـادت إيّاكـي
من جذوةٍ لا طفت بـك بايـدٍ حيلـك
دوبك على المرهف اللي قام يبراكـي
لا ارتد لك شعر يغرق هالدجى  سيلك
ياسيدي يوم جيتـك مدنـفٍ  باكـي
أسحب جروحي على بحة  مواويلـك
لا تترك الشدو عصفـورك بشباكـي
إمسح على الجرح في قافك  ومنديلك

( رساله من بدويّه )

 
أنـا يانـاشـدٍ عـنّـي  بـدويّـه
على روس التّـلاع أرْعَـى حلالـي
تَحَمّـلْـت الصّمـيـل بمهمهـيّـه
تقاصـر دونهـا عـزم الرّجـالـي
تناديـنـي تحسّبـهـا  خَـزِيّــه
وأنا أشـوف البـداوه راس  مالـي
وأشـوف العمـر لـذّاتـه بفـيّـه
بهـا تِركَـى علـى النّـار الدّلالـي
ولامِـنّـا تقابـلـنـا  عـشـيّـه
زهم عمّـي علـى الفنجـال خالـي
ونادى فـي طويـل الحِـسّ  هيّـه
نبـي نسمـع قصايـدك  الجزالـي
وجِبْت القاف مـن نفـسٍ  رضيّـه
على بحر ( الهجيني ) و ( الهلالي )
أمِـدّ الصّـوت مانـي  مستحـيّـه
مبـاحٍ بالخـلا واللّـيـل خـالـي
ولي بالدّرب يـوم أمشـي  خويّـه
عصاي اللّي يمينـي عـن شمالـي
إلا مِـنْ لاح لـي ذيـب الرّعـيّـه
تناولـتـه بـهـا يـاهُـمّ لالــي
غديـت بحدّهـا كِـنّـي  سـريّـه
تزهّـب كِـلْ سـاعـه  للقتـالـي
قِنِـعْ سرحـان يشبـع مـن يديّـه
وعـوّد مقـويٍ يَــمْ  الطّـوالـي
حيـاةٍ رغــم شدّتـهـا رخـيّـه
شربناهـا مـرار وصـار حـالـي
بها عِشْنـا علـى طيـب  الطّويّـه
نردْ الهـرج فـي وقـت  المقالـي
ولانمسـي وفـي هالنّفـس كـيّـه
قبـل نكـوي بهـا راعِ الخمـالـي
نجـود ولا لنـا بالـجـود  نـيّـه
نسـوق سمانهـا قبـل الهـزالـي
ولانـرجـي بـهـا رَدْ  العطـيّـه
سـوى نعـمٍ كريميـن السّبـالـي
نبـي رَدْ الثّنـا يـا أهـل الحميّـه
يدوم وغيـره مـن المالـي  بالـي
وأنا ماصيـر لـو مِـتْ إحضريّـه
ولو حطّيتنـي فـي قصْـر  عالـي
وأنـا لـو كـان تنشِدْنـي بنـيّـه
بهـا وشـم الـبـداوه  لايـزالـي
معـي ذكـرى البـداوه دوم  حيّـه
تجدّدهـا علـى القلـب  اللّيـالـي
وأنا لو عِشْـت بالحضـر  إبدويّـه
على روس التّـلاع أَرْعَـى حلالـي

ومن هذه السيرة العطرة والمثالين الشعريين يتضح أنها ليست شاعرة عادية ولو لم تكن كذلك لما لفتت تظر سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم وكلنا يعرف حجم شاعريته وفراسته لفتت نظره وقدم لها ديوانها ( راعبية غصون ) وتنبأ لها بالتفوق في عالم الشعر وقال فيها
لا بد يوم تكون ... على العرب فايقه
وأتوقع أن نبوءته فيها ستتحقق بإذن الله وهذه هي فرصتها بشرط ألا نترك وحيدة السعودية وحيدة فالوقوف معها واجب ودعمها في عملية التصويت مطلوب حتى لا نكرر ما ارتكبناه في حق شاعرنا العظيم ناصر الفراعنة

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

الشيخ مرزوق بن راشد السحيمي


 الشيخ مرزوق بن راشد السحيمي كما عرفته

حقيقة كنت أنوي كتابة ذكرياتي وانطباعاتي عن الصويدرة وناسها حسب تسلسلها الزمني ، ولكن علمي المتأخر جدا بوفاة الشيخ مرزوق السحيمي طارفة الصويدرة في ذلك الحين جعلني أقدم هذه الحلقة داعيا له بالمغفرة والرحمة وسائلا الله لأبنائه البقاء والسلامة والتوفيق
 
و كانت تجمعني به صداقة حميمة نشأت منذ أن وطأت قدماي أرض الصويدرة ، وقد عرفته رجلا مهيب الطلعة ممشوق القوام عريض المنكبين ذا بنية جسدية متناسقة وجسم رياضي يميل إلى الطول قليلا ، يزين وجهه شارب دقيق وذقن أنيقة نبتت بطريقة طبيعية لم يتعمد تربيتها ، إذ لايوجد في عارضيه  شعر . ويرتدي حين القراءة نظارة طبية بيضاء تزيده مهابة وجلالا
 
كان لطيف المعشر حلو الحديث بارعا في المناقشة والإقناع ، واسع الاطلاع ، يستقي ثقافته في الغالب من الراديو ثم من مجالسة العلماء والمثقفين ، وبعضها من القراءة ، يبهرك حينما يتحدث في السياسة والاجتماع ، أذكر أننا تعرفنا في أحد مواسم الحج على أستاذة مصرية تحمل الدكتوراة في الفلسفة ضمن وفد من جامعة الكويت وكان الحجاج كما ذكرت سابقا يمكثون في الصويدرة يوما أو يومين ، وفوجئنا بها في اليوم التالي تقوم بزيارتنا في المدرسة ، كما فوجئنا بعدها بمجئ الشيخ مرزوق ، لا أدري إن كان ذلك صدفة أم عن علم منه مسبق ، ودار النقاش بين الشيخ والدكتورة في جميع مناحي الحياة ثم عرجا على السياسة التي يتبعها جمال عبد الناصر في المنطقة ، ولا أخفيكم أننا أشفقنا على الشيخ حينها أن يزج بنفسه في حوار غير متكافئ مع دكتورة متخصصة ، ولكننا بعد ذلك أشفقنا على الدكتورة فقد أسكتها بما يمتلكه من معلومات وما يسرده من تسلسل للوقائع وتحليل للأحداث ، وقد خرجت من عندنا وهي مبهورة بما سمعته منه ، بعد أن أخذت اسمه وعنوانه وأبدت إعجابها برزانته وثقافته . ووعدت بأن ترسل له بعض الكتب
 
أما علاقتي به فقد نشأت بسبب إعجابه بحسن خطي ، وبما أنه لا يوجد كاتب في الأمارة حينها فإنه كان يستعين بي في تحرير الخطابات الصادرة ، وكان يستدعيني حين حصول بعض الحوادث و أذهب معه للتحقيق فيها ، وكنت أتعجب من طريقته في صياغة الأسئلة وحسن سبكها ، وقدرته على توليد السؤال من الجواب ، فكان لا يترك القضية حتى يصل إلى سرها كأبرع محقق عرفته ، ورغم أنه لا يجيد الكتابة إلا أنه قارئ جيد ، كنت أستفيد من توجيهاته في طريقة صياغة الجمل والعبارات ، وقد تكونت لدي فكرة جيدة عن الأعمال الإدارية من خلال عملي معه ، وكان كثيرا ما يطلب مني نقل خدماتي إلى الأمارة ولكني كنت أمانع ، بسبب رغبتي في النقل إلى بلدي ، وقد وصل به الأمر أن استصدر الموافقة على نقلي من مقام أمارة المدينة المنورة ، دون أن أدري وأبلغني هذه الموافقة الشيخ محمد سعيد الزليباني أثناء زيارته للصويدرة ، وأخذ يحرضني على ذلك ويبين لي مزاياها بإيعاز من الشيخ مرزوق طبعا . وحتى زملائي كانوا يرون أنها فرصة لا ينبغي لي أن أفرط فيها
 
و للشيخ مرزوق علاقات طيبة مع سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز رحمه الله أمير منطقة المدينة المنورة في ذلك الوقت ، الذي كان يقيم مخيما في الصويدرة كل عام يمكث فيه شهرا كاملا  وترجع هذه العلاقات المميزة إلى قصة طريفة حدثت بين الإثنين عاصرت بعض فصولها ، ولا مانع من أن أرويها لكم
حصل أن أصدر سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز أمرا بإقالة الشيخ مرزوق بن راشد من أمارة الصويدرة ، وقد استقبل المواطنون هذا الأمر بالانزعاج فهم قد خبروا هذا الأمير ووثقوا فيه ،ولا يرتضون به بديلا وبخاصة أنهم لا يدرون من هو الذي سيأتي بعده . وبدأت المشاورات واستقر الرأي على أن يذهب وفد لمقابلة الأمير ومناشدته بالعدول عن هذا القرار 
.
استدعاني حينها الشيخ مرزوق إلى منزله ، وليس إلى مكتبه كالعادة ،وعجبت حين وجدته هادئا رزينا غير عابئ بما حدث واثقا مما سيفعله ، وأحضر لي حقيبة متوسطة الحجم تحوي أوراقا ووثائق ومستندات ، وقال لي ابحث لي هنا عن أمر ملكي من الملك عبد العزيز يقضي بتعييني أميرا على الصويدرة ، وفعلا وجدت ورقة قد كتب فيها أمرا ملكيا بتوقيع الملك عبد العزيز بأن المنطقة المحدودة ( الصويدرة ) هي تحت إمارة راشد السحيمي وأبنائه من بعده لا ينازعهم فيها منازع   .. أخذ الورقة وذهب لملاقاة الأمير عبد المحسن ، ولم يعد إلا بعد إلغاء القرار وتثبيته في إمارة الصويدرة بل وترفيعه إلى طارفة ، وكان هذا الخبر مصدر سعادة الأهالي ، وبداية علاقة مميزة مع سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز رحمه الله

وكان والده الشيخ راشد بن رشيد بن مهنا السحيمي أحد الفرسان المعدودين وأحد حملة الألوية مع الملك عبد العزيز وقد شارك معه في موقعة أبرق الرغامة في جدة وكان هو الذي أشار عليه بتغيير موقع خيمته لأنها في مرمى المدفعية وقد نزل الملك عبد العزيز عند مشورته وقيل أن إحدى القذائف بعد ذلك وقعت في مكان الخيمة  .. وقد زاره الملك عبد العزيز في الصويدرة كعادته رحمه الله في تقدير من يعمل معه  وكتب له ذلك الأمر في هذه الزيارة 
وقد رأيت البيرق الذي كان يحمله في مكتب الأمير مرزوق وكان يفتخر به كثيرا .
 
رحم الله الشيخ مرزوق رحمة واسعة فقد كان يمثل لي في ذلك الوقت وقد كنت في بداية الطريق الوالد والصديق ، وكان يمازحني كلما اقتربت الإجازة بقوله سوف تتركنا يا أحمد ؟؟ وعند عودتي كان يخبرني ببعض ما حدث في أثناء غيابي ويقول لي لقد افتقتدك كثيرا ، ولو كانت لدي طائرة لأرسلتها لك في ينبع
وكان يشرح لي بعض العادات ويوجهني إلى بعض السلوكيات ، ويرشدني إلى بعض العبارات المستخدمة بطريقة لبقة ، وكأنه كان يعدني للعمل معه باستمرار ، ولا أبالغ إن قلت أنه ساهم في تكوين جزء من شخصيتي على نحو ما
اللهم ارحمه واغفر له وأكرم نزله ووسع مدخله ، واحفظ أبناءه ووفقهم لكل خير ، فقد سرني حقيقة ما وصلوا إليه من مراكز ، وما حققوه من نجاح أسال الله لهم المزيد

أما أخوه الشيخ عايش بن راشد فقد كان قريبا منا جدا يزورنا دائما ، يشدك إليه تواضعه الشديد وأدبه الجم ، وله ابن كان يدرس عندنا اسمه مساعد حدثت لي معه قصة طريفة تستحق أن تروى سأوافيكم بفصولها قريبا إن شاء الله

وإلى لقاء قريب بعون الله





الصويدرة ـ ذكريات وانطباعات

 ذكريات وانطباعات

1ـ الصويدرة التي أعرفها

قرية تقع على طريق المدينة المنورة القصيم ، وتبعد عن المدينة المنورة مسافة خمسين كيلو مترا تقريبا تقطعها السيارات في أقل من ساعة ، ولكنا حينذاك كنا نقطعها بخمس ساعات أوتزيد !! والسبب أن الطريق يومها لم يكن مزفتا كما هو الآن وكان عبارة عن حرة سوداء متواصلة ، تسير فيها السيارة بسرعة عشرة كيلومترات فقط أو أقل من ذلك ، وعندما تسير السيارة فإنها تثير غبارا أحمر في بعض المناطق يضطر سائق السيارة معه أن يتوقف عن المسير حتى يهدأ هذا الغبار . وكانت الوسائل الموصلة لها هي سيارات النقل المرسيدس ويطلق عليها سكان الصويدرة اختصارا ( المور ) ، المتجهة إلى القصيم إذ لم يكن في الصويدرة حينها سيارات سوى سيارات مركز الأمارة ( جيب وونيت ) وسيارة جيب تابعة للشرشورة ، وكنا ندفع للمشوار إلى الصويدرة مبلغ خمسة ريالات وتعادل مائة ريال اليوم  وأول ما يقابلك من مباني الصويدرة هو مبنى المدرسة  وتعود ملكيته للشيخ سويعد عواض السحيمي ويكون على يمين الخط وعلى يساره حرة سوداء تدور حولها السيارات ثم تتجه شمالا حتى تصل إلى منطقة السوق بعد أن تقطع واديا في منتصف المسافة بين السوق وحارة السحمان  وكان في الصويدرة يوم ذاك أربع حارات هي

1ـ السحمان وهي الحارة التي نقطن فيها ويوجد فيها مبنى المدرسة ، ومركز الأمارة .

2ـ حارة السوق ، وهي المنطقة التجارية وكانت حينذاك تعج بالحركة والحياة إذ يوجد بها ثلاثة عشر مقهى وثلاث عشرة بقالة وعشرة جزارين وعشرة مخابز وسبعة مطاعم كبيرة ومحطة بنزين وجامع كبير ، وكانت الحركة فيها لا تهدأ لا ليلا ولا نهارا ، ويعود السبب إلى أن جميع السيارات المغادرة من المدينة تقف في هذه المحطة ، وكذلك السيارات القادمة ، وفي مواسم الحج تزداد الحركة وتكثر المقاهي المؤقتة لأن جميع الحجاج يستريحون بها يوما أو يومين قبل أن يواصلوا رحلتهم للمدينة المنورة ، كما يوجد بها حينذاك أماكن لنزول المسافرين واستراحتهم ، وقد اتخذناها للسكنى ثلاثة أيام في أول وصول لنا للصويدرة قبل أن نستأجر دار العم شلوه السحيمي بجوار مركز الأمارة . كما يوجد بهامستوصف صحي يقوم عليه ممرض كنا نعده حينها طبيبا ونلقبه بالدكتور

3ـ المظبر وهو منخفض من الأرض في الناحية الشمالية من الصويدرة يفصل بيننا وبينه حرة من الصخور السوداء و في أحدى المرات استجبنا لدعوة من أحد أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون عندنا لتناول الغداء في المضبر فاضطررنا إلى السير فوق هذا الصخور مسافة ليست بالقليلة ثم الهبوط إلى منطقة السكنى بما يشبه المغامرة المشوبة بالمخاطر، واستغربنا كيف أن طلابنا من هذه الحارة يقطعون هذه المسافة يوميا بكل سهولة

حدر وهي حارة جنوب الصويدرة

وللعلم فجميع هذه الحارات خارج الصويدرة الآن وهي باقية على حالها تقريبا وقد فوجئت حين زيارتي للصويدرة قبل سنتين أنها لم تتغير كثيرا عما تركتها عليه ، وعجبت لذلك ، ولكن زال عجبي عندما اكتشفت أن هناك مدينة جديدة قد أنشئت خلف الجبل الشرقي بمبان حديثة ، وشوارع منظمة وخدمات أرقى .

2ـ الصويدرة عام 1387هـ
تم تعييني وزميلي الأستاذ ابراهيم أبو جلاس معلمين في الصويدرة عام 1387 هـ ، خرجنا من إدارة التعليم نسأل عن موقف الصويدرة فدلونا على قهوة باب الشامي شمال المستشفى العام ، وصلنا إليها وأخذنا نسأل من في القهوة بكل براءة عن الصويدرة ، وأين تقع ، وكم تبعد عن المدينة فانبرى لنا شخص وقال كأنكم مدرسين ؟ قلنا نعم . قال أهلا وسهلا بكم ، وجدتم بغيتكم أنا أذهب بكم إليها .. بكم قال بخمسة عشر ريالا للشخص ثم خفض المبلغ إلى ثلاثة عشر ريالا تكرما .. ركبنا معه في غمارة وايت ديزل وكانت وجهته عفيف بطريق القصيم كما قال لنا ، وأخبرنا أنه لا توجد سيارات توصل للصويدرة مباشرة ، وقد قطع بنا المسافة في سبع ساعات تقريبا ، واكتشفنا بعدها أنه استغفلنا بطريقة عجيبة إذ أن الأجرة لا تتجاوز خمسة ريالات بأي حال من الأحوال ، والخمسة ريالات تعادل مائة ريال هذه الأيام ، وقس عليها الستة والعشرين ريالا التي أخذها منا نتيجة لسذاجتنا ولكنها على أية حال كانت درسا بأن لا نسأل بعدها من لا نعرفه من السائقين عن وجهة يقومون بالتوصيل إليها .
وصلنا إلى الصويدرة ليلا ونزلنا في قهوة لرجل  يمني فاضل اسمه يحي الحرازي ، استقبلنا بترحاب بالغ وأسكننا في غرفة مفروشة ملحقة بالقهوة معدة لسكنى المسافرين ، وأخبرنا أن المدرسين يسهرون كل ليلة في هذه القهوة ، وسوف يحضرون بعد قليل ، وفعلا حضروا وعرفنا عليهم ، فرحوا بنا ، وطمأنونا بأننا سوف نرتاح في هذه القرية فأهلها طيبون ، وكل شئ بها متوفر ، ولن تشعروا فيها بالوحشة ، وقد لاحظنا ذلك فعلا من حركة السيارات والمسافرين التي لا تهدأ طوال الليل .
وفي الصباح ذهبنا إلى المدرسة وتعرفنا على المدير كان رجلا فاضلا شهما من خيبر اسمه عيسى يوسف رشيد  سلمناه خطابات التعيين ، وطلبنا منه السماح لنا بالبحث عن بيت .. فقال اطمئنوا المساكن متوفرة ، وقريبة من المدرسة ولن تحتاروا . خرج معنا أحد المدرسين وأرانا إياها عبارة عن غرف كالدكاكين منفصلة ملاصقة للمدرسة من الجهة الشرقية ولكل غرفة باب ونافذة صغيرة مفتوحة لا يتجاوز عرضها 50 في 50 سم في الجهة المقابلة ، قلنا هل نسكن هنا ؟ قال نعم وقد أنشأها مالك المبنى خصيصا لسكنى المدرسين ، قلنا وهل المدرسون جميعهم ساكنون هنا ؟ قال نعم تلك الغرفة لي أنا وزميل آخر ، وتلك لزميلين آخرين ، وتلك ، وتلك ..
قلنا ألا توجد مساكن مكونة من غرفتين فأكثر ؟ قال بلى ، ولكنها في الحارة ، وبعيدة عن المدرسة ، وهي في العادة مخصصة لسكنى المتزوجين ، والعازب لا يحتاج لزيادة الغرف
المهم أنها لم تناسبنا ، وعندما عدنا إلى صديقنا يحي أخبرناه بذلك وطلبنا منه أن يبحث لنا عن بيت مكون من غرفتين أو ثلاثة غرف وله فناء وباب ، فدلنا على العم شلوة السحيمي كان له دكان بجوار قهوة يحي وذهب معنا إليه فرحب بنا كثيرا وقال عندي ما تطلبون فاستأجرناه منه بمبلغ عشرين ريالا في الشهر ، كان مجاورا لمركز الأمارة من الناحية الشرقية .
كان البيت مقسوما إلى قسمين قسم به غرفتان وحمام ، وقسم به غرفة واحدة ويفصل بين القسمين جدار له باب ، وكان ملاصقا لمنزل المدير الذي هو أيضا ملك لشلوة .
لم نستخدم من هذه الغرف سوى غرفة واحدة مما جعلنا نتأسف على أننا لم نستأجر إحدى الغرف التي عرضت علينا ، وبخاصة أن المدرسين هناك يجتمعون دائما ، ويلعبون الكرة الطائرة عصرا ويسمرون ليلا ، وكنا نسمر عندهم ليليا ثم نضطر إلى أن نسري في ليل بهيم .ولم نمكث على هذا الحال في منزل شلوة سوى ستة شهور ثم انتقلنا إلى واحدة من هذه الغرف بجوار زملائنا .
مبنى المدرسة يقع في الجهة الجنوبية الغربية من الصويدرة ، في حي السحمان ، وهو أول مبنى تقع عليه عينك من مباني الصويدرة علي يمين الطريق الفاصل بينه وبين الحرة يحتوي على سبع غرف ثلاث في الجهة الغربية مخصصة للصفوف الأول ، والثاني ، والثالث ، وثلاث في الجهة الجنوبية مخصصة للصفوف الرابع والخامس والسادس وغرفة للإدارة في الركن الشمالي الشرقي ، وفناء ، وهو مبني من الطين وأرضيته ترابية ، وبجوار غرفة الإدارة من الخارج حمام مخصص للمدرسين الذين يسكنون في الغرف الملاصقة للمدرسة ، وعدد هذه الغرف أربعة بالإضافة إلى منزل (غرفة وحوش) كان يقطنه فراش المدرسة ( متزوج ، وليس من أهل الصويدرة ) .. والمساحة التي بين الغرف أحالها المدرسون ومن يزورهم من أهالي القرية ليلا ساحة للسمر ، وأمام المبنى من الناحية الشمالية ملعب للكرة الطائرة ، وبجوار الملعب ماسورة لجلب الماء من مزرعة قريبة للشيخ سويعد عواض السحيمي ، وسويعد هذا رجل فاضل يمتلك عقلية تجارية فذة ، ولو كان في غير الصويدرة لأصبح من كبار رجال الأعمال هو صاحب المبنى ، وصاحب الغرف ، وهو أول من عمل شبكة مياه في الصويدرة حيث استغل قرب مزرعته من الحرة فبنى فوقها خزانا كبيرا ، يملؤه من بئر مزرعته ، ووزع منه أنابيب إلى الأحياء القريبة وبخاصة المدرسة وغرف المدرسين ، و يأخذ على كل غرفة مبلغ ثلاثة ريالات مقابل الماء ، ومبلغ ستين ريالا من المدرسة ، وعندما طلب رفع سعر استهلاك المدرسة من الماء حصلت قصة طريفة سأرويها لكم قريبا إن شاء الله .
والصويدرة بلد خيرات فعلا ، وكل شئ فيها متوفر كما قيل لنا في البداية ، وأرضها خصبة جدا ، تشتهر بالنخيل و يزرع أهلها الطماطم التي يجففونها ويحفظونها في أكياس ويبيعونها هكذا .. كما يزرعون البامية والقرع والخربز والخيار ، وللخيار فيها مذاق آخر لم أذق مثل حلاوته أبدا هو صغيرورفيع يطلقون عليه ( الرفيّعه ) . أما البيض فكنا نشتري العشرين منه بريال واحد ثم تناقص حتى وصل إلى الخمس عشرة بريال .
وكان الجيران يأتون لنا باللبن ، والزبد والسمن والإقط في كل حين .. وكان الكرم فيهم سجية لا تكلفا .. بارك الله فيهم وجزاهم خير الجزاء

 
 
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله .