الجمعة، 25 فبراير 2011

إحياء بيوت الأجداد





أبناء سالم عودة النزاوي يقدمون تجربة جديدة للمحافظة على التراث


150 صورة لينبع قديما تم إعادة صياغتها لتعود إلى الشكل الذي كانت عليه


قريبا ستتاح الفرصة للمواطنين لرؤية هذه الصور في معارض فنية تراثية


أبناء سالم عودة النزاوي يقدمون لعشاق التراث تجربة جديدة ومفيدة وثرية في إعادة تراث ينبع المتمثل في الصور الكثيرة المبثوثة في مواقع الانترنت وفي بعض الكتب والصحف القديمة بشكل جديد يعيد لها شكلها الحقيقي ويجعلها مناسبة للعرض في المعارض والمتاحف والمنازل والمكاتب ويبرز مكامن الجمال والنقوش التراثية الفريدة التي تتمتع بها


هذه التجربة تدل على أن أي شخص يستطيع أن يخدم مدينته من الموقع الذي هو فيه وبالإمكانيات التي يجيدها إذا كانت لديه روح العمل الجماعي وحب المبادرة


في هذه العجالة سنلقي الضوء على هذه المبادرة بلقاء الإخوة الأربعة أبناء سالم عودة النزاوي ( عودة وفيصل وأحمد وهاني )
أما فيصل فهو معروف لدينا وسبق لنا أن استضفناه في هذا المنتدى فهو صاحب الاستراحة الشهيرة التي تنقلك إلى الأجواء التراثية الينبعية بمجرد أن تدلف بوابتها .
ويقية الإخوة لا يقلون عنه عشقا للتراث ورغبة في خدمته


جاءت الفكرة كما يقول الأخ عودة : رأينا تراثا ضخما من الصور الينبعية القديمة لبعض المنازل والأسواق وبعض مظاهر التراث والثقافة الينبعية مبثوثا في مواقع الانترنت وفي صفحات الكتب والصحف والمجلات ولكن هذه الصور تعرضت لكثير من التشويه وتراكمت حولها المخلفات وطرأت على بعضها المستجدات العمرانية التي هي ليست من أصلها ورأينا أن بعض هذه البيوت أو أجزاء منها ما زالت موجودة وبعضها اختفت بالكامل .. فعزمنا على أن نعيد لهذه البيوت صورتها الحقيقية طالما أننا لا نستطيع إعادتها عمرانيا كما كانت لذلك أخذنا على عاتقنا جمع هذه الصور في المرحلة الأولى ثم معالجة كل صورة على حدة حتى نعيد لها شكلها الأصلي .


وحول الطريقة التي تمت بها هذه المعالجة يقول الأخ فيصل لقد استخدمنا في ذلك بعض برامج الكمبيوتر المتخصصة .. ولكن الصعوبة كانت تكمن في تصور الشكل الأصلي لها لأن بعض الصور طرأ عليها كثير من المستجدات الحديثة كأعمدة الإنارة والهواتف أو إزالة بعض الرواشين وتحويلها إلى محلات تجارية أو اختفاء بعض أجزائها ولذلك اعتمدنا على روايات بعض كبار السن وعلى الخبرة المكتسبة في مثل هذه الأعمال التراثية وقد أخذ منا هذا العمل قرابة خمس سنوات من الجهد المتواصل


وكيف جاءت فكرة المعرض ؟
في البداية كان العمل لا يتجاوز الهواية والرغبة في المحافظة على هذه الصور فقط كما يقول الأخ أحمد ولكن بعد أن اكتمل العمل على شكل 150 صورة صالحة للعرض قام الأخ فيصل بمخاطبة سمو الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العامة للهيئة العامة لسياحة والآثار الذي أعجب بهذا العمل كثيرا وأثني على جهودنا واقترح علينا أن نقوم بإنشاء معرض فني يحوي هذه الصور في أقرب مناسبة . ومن هنا تولد لدينا العزم على تحقيق هذه الرغبة بإذن الله


ومتى أقرب مناسبة ؟
أقرب مناسبة هي الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة إلى ينبع ومن المتوقع أن يحضر معه أيضا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وسنعرضها في مقر الغرفة التجارية بتاريخ 2/4/1432هـ تحت مسمى ( إحياء بيوت الأجداد ) لأن هذه هي الرسالة التي نسعى إلى توصيلها من خلال هذا العمل
وبعد ذلك سنعرضها بإذن الله في مهرجان ربيع ينبع وفي جميع المناسبات التي تعن في ينبع


هل لديكم فكرة إنشاء معرض دائم لهذه الصور ؟
يقول الأخ الأصغر هاني سنحاول إن شاء الله عرضها في استراحة الإصالة كليال تراثية تقام في شهر رمضان مثلا للتعريف بهذا التراث وخاصة أن هذه الاستراحة توفر الأجواء التراثية المناسبة للعمل وكثير من المواطنين يتوقون لرؤيتها . أما المعرض الدائم فإنه يتطلب إمكانيات كبيرة ولو قامت بذلك بلدية ينبع أو الغرفة التجارية أو لجنة أصدقاء التراث أو أي جهة أخرى لديها الإمكانات فإننا على أتم الاستعداد للتعاون معها .


هل ستعرضون هذه الصور للبيع ؟
يواصل الأخ هاني هذه الصور أخذت منا جهدا كبيرا في المعالجة في بداية الأمر ثم أخذت منا جهدا أكبر في تجهيزها كلوحات مناسبة للعرض ببراويز جميلة بعد اقتراح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان .. ولذلك ترى أن الفكرة في الأساس لم تكن من أجل البيع وإنما من أجل حبنا للتراث فقط ولكن بعد أن اكتملت أساسات الصور المعالجة وظهر العمل متكاملا على الطبيعة ومن منطلق حبنا للتراث فإننا نتوق إلى أن نرى كل بيت من بيوت ينبع أو إدارة من إداراتها قد امتلك بعض هذه الصور وعرضها لأن في ذلك فخر لنا وتخليد لعملنا ولا مانع من البيع بعد أن نحسب سعر التكلفة ولا نريد غير ذلك


وختاما وجه أبناء سالم عودة النزاوي شكرهم الجزيل لكل من خالد احمد جابر وسامي سليمان الغفاري والشيخ احمد محمد سند وعلي محمد سند وإبراهيم محمد سند والعم محمد جمعه درويش والعم عبد الله محمد باجنيد والعديد من االرجال والنساء الذين قدموا لنا المساعدة والعون بآرائهم وذكرياتهم حول هذه الأماكن وتحديد الكيفية التي كانت عليها


وبعد هذا اللقاء السريع مع هؤلاء الإخوة العاشقين للتراث فإنه يسرني أن ألقي الضوء على بعض هذه الصور لإدراك حجم وقيمة العمل الذي تم


 
انظر معي إلى هذه الصورة ولاحظ كيف اختفت بعض التكسيات وكيف استجد عمود الكهرباء والعمود الذي يسنده معترضا الباب


 
وانظر إليها الآن بعد المعالجة أنه نفس البيت كيف أزيل العمود ونظفت المنطقة المحيطة وأصبح تحفة فنية جميلة يفتخر بها


 
قبل


 
انظر الآن كيف عادت المنازل كما لو كان فيها أصحابها القدامى


 
قبل


 
بعد


 
قبل


 
بعد


أشهد أنه عمل جبار وأشهد أن هؤلاء الإخوة عودة وفيصل وأحمد وهاني يبعثون الإعجاب ويستحقون الإشادة فمازالت أياديهم على التراث والمحافظة عليه بيضاء وسوف ننتظر معرضهم التراثي القادم إن شاء الله لنستمتع ونستفيد فما أحرانا بالاقتداء بهم وقدح زناد افكارنا لتقديم عمل مفيد لبلدنا وأمتناوالله الهادي إلى سواء السبيل

ليست هناك تعليقات: