الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

الصويدرة ـ ذكريات وانطباعات

 ذكريات وانطباعات

1ـ الصويدرة التي أعرفها

قرية تقع على طريق المدينة المنورة القصيم ، وتبعد عن المدينة المنورة مسافة خمسين كيلو مترا تقريبا تقطعها السيارات في أقل من ساعة ، ولكنا حينذاك كنا نقطعها بخمس ساعات أوتزيد !! والسبب أن الطريق يومها لم يكن مزفتا كما هو الآن وكان عبارة عن حرة سوداء متواصلة ، تسير فيها السيارة بسرعة عشرة كيلومترات فقط أو أقل من ذلك ، وعندما تسير السيارة فإنها تثير غبارا أحمر في بعض المناطق يضطر سائق السيارة معه أن يتوقف عن المسير حتى يهدأ هذا الغبار . وكانت الوسائل الموصلة لها هي سيارات النقل المرسيدس ويطلق عليها سكان الصويدرة اختصارا ( المور ) ، المتجهة إلى القصيم إذ لم يكن في الصويدرة حينها سيارات سوى سيارات مركز الأمارة ( جيب وونيت ) وسيارة جيب تابعة للشرشورة ، وكنا ندفع للمشوار إلى الصويدرة مبلغ خمسة ريالات وتعادل مائة ريال اليوم  وأول ما يقابلك من مباني الصويدرة هو مبنى المدرسة  وتعود ملكيته للشيخ سويعد عواض السحيمي ويكون على يمين الخط وعلى يساره حرة سوداء تدور حولها السيارات ثم تتجه شمالا حتى تصل إلى منطقة السوق بعد أن تقطع واديا في منتصف المسافة بين السوق وحارة السحمان  وكان في الصويدرة يوم ذاك أربع حارات هي

1ـ السحمان وهي الحارة التي نقطن فيها ويوجد فيها مبنى المدرسة ، ومركز الأمارة .

2ـ حارة السوق ، وهي المنطقة التجارية وكانت حينذاك تعج بالحركة والحياة إذ يوجد بها ثلاثة عشر مقهى وثلاث عشرة بقالة وعشرة جزارين وعشرة مخابز وسبعة مطاعم كبيرة ومحطة بنزين وجامع كبير ، وكانت الحركة فيها لا تهدأ لا ليلا ولا نهارا ، ويعود السبب إلى أن جميع السيارات المغادرة من المدينة تقف في هذه المحطة ، وكذلك السيارات القادمة ، وفي مواسم الحج تزداد الحركة وتكثر المقاهي المؤقتة لأن جميع الحجاج يستريحون بها يوما أو يومين قبل أن يواصلوا رحلتهم للمدينة المنورة ، كما يوجد بها حينذاك أماكن لنزول المسافرين واستراحتهم ، وقد اتخذناها للسكنى ثلاثة أيام في أول وصول لنا للصويدرة قبل أن نستأجر دار العم شلوه السحيمي بجوار مركز الأمارة . كما يوجد بهامستوصف صحي يقوم عليه ممرض كنا نعده حينها طبيبا ونلقبه بالدكتور

3ـ المظبر وهو منخفض من الأرض في الناحية الشمالية من الصويدرة يفصل بيننا وبينه حرة من الصخور السوداء و في أحدى المرات استجبنا لدعوة من أحد أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون عندنا لتناول الغداء في المضبر فاضطررنا إلى السير فوق هذا الصخور مسافة ليست بالقليلة ثم الهبوط إلى منطقة السكنى بما يشبه المغامرة المشوبة بالمخاطر، واستغربنا كيف أن طلابنا من هذه الحارة يقطعون هذه المسافة يوميا بكل سهولة

حدر وهي حارة جنوب الصويدرة

وللعلم فجميع هذه الحارات خارج الصويدرة الآن وهي باقية على حالها تقريبا وقد فوجئت حين زيارتي للصويدرة قبل سنتين أنها لم تتغير كثيرا عما تركتها عليه ، وعجبت لذلك ، ولكن زال عجبي عندما اكتشفت أن هناك مدينة جديدة قد أنشئت خلف الجبل الشرقي بمبان حديثة ، وشوارع منظمة وخدمات أرقى .

2ـ الصويدرة عام 1387هـ
تم تعييني وزميلي الأستاذ ابراهيم أبو جلاس معلمين في الصويدرة عام 1387 هـ ، خرجنا من إدارة التعليم نسأل عن موقف الصويدرة فدلونا على قهوة باب الشامي شمال المستشفى العام ، وصلنا إليها وأخذنا نسأل من في القهوة بكل براءة عن الصويدرة ، وأين تقع ، وكم تبعد عن المدينة فانبرى لنا شخص وقال كأنكم مدرسين ؟ قلنا نعم . قال أهلا وسهلا بكم ، وجدتم بغيتكم أنا أذهب بكم إليها .. بكم قال بخمسة عشر ريالا للشخص ثم خفض المبلغ إلى ثلاثة عشر ريالا تكرما .. ركبنا معه في غمارة وايت ديزل وكانت وجهته عفيف بطريق القصيم كما قال لنا ، وأخبرنا أنه لا توجد سيارات توصل للصويدرة مباشرة ، وقد قطع بنا المسافة في سبع ساعات تقريبا ، واكتشفنا بعدها أنه استغفلنا بطريقة عجيبة إذ أن الأجرة لا تتجاوز خمسة ريالات بأي حال من الأحوال ، والخمسة ريالات تعادل مائة ريال هذه الأيام ، وقس عليها الستة والعشرين ريالا التي أخذها منا نتيجة لسذاجتنا ولكنها على أية حال كانت درسا بأن لا نسأل بعدها من لا نعرفه من السائقين عن وجهة يقومون بالتوصيل إليها .
وصلنا إلى الصويدرة ليلا ونزلنا في قهوة لرجل  يمني فاضل اسمه يحي الحرازي ، استقبلنا بترحاب بالغ وأسكننا في غرفة مفروشة ملحقة بالقهوة معدة لسكنى المسافرين ، وأخبرنا أن المدرسين يسهرون كل ليلة في هذه القهوة ، وسوف يحضرون بعد قليل ، وفعلا حضروا وعرفنا عليهم ، فرحوا بنا ، وطمأنونا بأننا سوف نرتاح في هذه القرية فأهلها طيبون ، وكل شئ بها متوفر ، ولن تشعروا فيها بالوحشة ، وقد لاحظنا ذلك فعلا من حركة السيارات والمسافرين التي لا تهدأ طوال الليل .
وفي الصباح ذهبنا إلى المدرسة وتعرفنا على المدير كان رجلا فاضلا شهما من خيبر اسمه عيسى يوسف رشيد  سلمناه خطابات التعيين ، وطلبنا منه السماح لنا بالبحث عن بيت .. فقال اطمئنوا المساكن متوفرة ، وقريبة من المدرسة ولن تحتاروا . خرج معنا أحد المدرسين وأرانا إياها عبارة عن غرف كالدكاكين منفصلة ملاصقة للمدرسة من الجهة الشرقية ولكل غرفة باب ونافذة صغيرة مفتوحة لا يتجاوز عرضها 50 في 50 سم في الجهة المقابلة ، قلنا هل نسكن هنا ؟ قال نعم وقد أنشأها مالك المبنى خصيصا لسكنى المدرسين ، قلنا وهل المدرسون جميعهم ساكنون هنا ؟ قال نعم تلك الغرفة لي أنا وزميل آخر ، وتلك لزميلين آخرين ، وتلك ، وتلك ..
قلنا ألا توجد مساكن مكونة من غرفتين فأكثر ؟ قال بلى ، ولكنها في الحارة ، وبعيدة عن المدرسة ، وهي في العادة مخصصة لسكنى المتزوجين ، والعازب لا يحتاج لزيادة الغرف
المهم أنها لم تناسبنا ، وعندما عدنا إلى صديقنا يحي أخبرناه بذلك وطلبنا منه أن يبحث لنا عن بيت مكون من غرفتين أو ثلاثة غرف وله فناء وباب ، فدلنا على العم شلوة السحيمي كان له دكان بجوار قهوة يحي وذهب معنا إليه فرحب بنا كثيرا وقال عندي ما تطلبون فاستأجرناه منه بمبلغ عشرين ريالا في الشهر ، كان مجاورا لمركز الأمارة من الناحية الشرقية .
كان البيت مقسوما إلى قسمين قسم به غرفتان وحمام ، وقسم به غرفة واحدة ويفصل بين القسمين جدار له باب ، وكان ملاصقا لمنزل المدير الذي هو أيضا ملك لشلوة .
لم نستخدم من هذه الغرف سوى غرفة واحدة مما جعلنا نتأسف على أننا لم نستأجر إحدى الغرف التي عرضت علينا ، وبخاصة أن المدرسين هناك يجتمعون دائما ، ويلعبون الكرة الطائرة عصرا ويسمرون ليلا ، وكنا نسمر عندهم ليليا ثم نضطر إلى أن نسري في ليل بهيم .ولم نمكث على هذا الحال في منزل شلوة سوى ستة شهور ثم انتقلنا إلى واحدة من هذه الغرف بجوار زملائنا .
مبنى المدرسة يقع في الجهة الجنوبية الغربية من الصويدرة ، في حي السحمان ، وهو أول مبنى تقع عليه عينك من مباني الصويدرة علي يمين الطريق الفاصل بينه وبين الحرة يحتوي على سبع غرف ثلاث في الجهة الغربية مخصصة للصفوف الأول ، والثاني ، والثالث ، وثلاث في الجهة الجنوبية مخصصة للصفوف الرابع والخامس والسادس وغرفة للإدارة في الركن الشمالي الشرقي ، وفناء ، وهو مبني من الطين وأرضيته ترابية ، وبجوار غرفة الإدارة من الخارج حمام مخصص للمدرسين الذين يسكنون في الغرف الملاصقة للمدرسة ، وعدد هذه الغرف أربعة بالإضافة إلى منزل (غرفة وحوش) كان يقطنه فراش المدرسة ( متزوج ، وليس من أهل الصويدرة ) .. والمساحة التي بين الغرف أحالها المدرسون ومن يزورهم من أهالي القرية ليلا ساحة للسمر ، وأمام المبنى من الناحية الشمالية ملعب للكرة الطائرة ، وبجوار الملعب ماسورة لجلب الماء من مزرعة قريبة للشيخ سويعد عواض السحيمي ، وسويعد هذا رجل فاضل يمتلك عقلية تجارية فذة ، ولو كان في غير الصويدرة لأصبح من كبار رجال الأعمال هو صاحب المبنى ، وصاحب الغرف ، وهو أول من عمل شبكة مياه في الصويدرة حيث استغل قرب مزرعته من الحرة فبنى فوقها خزانا كبيرا ، يملؤه من بئر مزرعته ، ووزع منه أنابيب إلى الأحياء القريبة وبخاصة المدرسة وغرف المدرسين ، و يأخذ على كل غرفة مبلغ ثلاثة ريالات مقابل الماء ، ومبلغ ستين ريالا من المدرسة ، وعندما طلب رفع سعر استهلاك المدرسة من الماء حصلت قصة طريفة سأرويها لكم قريبا إن شاء الله .
والصويدرة بلد خيرات فعلا ، وكل شئ فيها متوفر كما قيل لنا في البداية ، وأرضها خصبة جدا ، تشتهر بالنخيل و يزرع أهلها الطماطم التي يجففونها ويحفظونها في أكياس ويبيعونها هكذا .. كما يزرعون البامية والقرع والخربز والخيار ، وللخيار فيها مذاق آخر لم أذق مثل حلاوته أبدا هو صغيرورفيع يطلقون عليه ( الرفيّعه ) . أما البيض فكنا نشتري العشرين منه بريال واحد ثم تناقص حتى وصل إلى الخمس عشرة بريال .
وكان الجيران يأتون لنا باللبن ، والزبد والسمن والإقط في كل حين .. وكان الكرم فيهم سجية لا تكلفا .. بارك الله فيهم وجزاهم خير الجزاء

 
 
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله .

 

الأحد، 12 ديسمبر 2010

جينا من الطائف



غبت عن المنتدى اسبوعا كاملا ( خلته دهرا ) قضيته في ربوع الطائف المأنوس ، حاولت خلاله البحث عن أي مقهى انترنت أطل منه عليكم ولكن أم الأولاد وقفت دون هذه المحاولة بحزم  ( هو المنتدى ورانا ورانا ) ، فأذعنت صاغرا ومنحت نفسي إجازة إجبارية قضيتها بجانب الأولاد دقيقة يدقيقة واكتشفت خلالها فوائد للسفر خلاف الفوائد الخمسة التي ذكرها الشاعر  .. وهي  أن وجودك بجانب أولادك  في شقة لا تتجاوز مساحتها غرفتين وصالة يكشف لك من سلوكياتهم ماكان غائبا عنك في خضم انشغالك  باهتمامتك وانشغال الأولاد بلهوهم وانشغال أمهم بمسؤولياتها المنزلية .. والطائف هي الطائف لم تتغيير كثيرا عما خبرتها عليه أثناء سكناي فيها عام ـ 1391ـ 1393هـ  إلآ باختلاف اتجاهات بعض الشوارع  وإحداث بعض الجسور والأنفاق ، والجو فيها في غاية الروعة والجمال فدرجة الحرارة لم تتجاوز 26 درجة والغيوم تتكاثف يوميا بعد صلاة الظهر وهطلت بعض الأمطار في أول يوم وصلنا فيه وكانت فرحة الأولاد والأسرة بها عارمة أما في بقية الأيام فكان رذاذا خفيفا لا يمنع المصطاف من أن يجلس في العراء ويستمتع بالجو اللطيف .. والملاهي فيها كثيرة ومتنوعة وتكاد أن تكون من أكثر مدن المملكة امتلاء بالملاهي نسبة لحجمها ، وفي ملاهيها ميزة لا توجد في غيرها وهي أنه باستطاعتك أن تدخل بما تشاء ( فرش ـ مخدات ـ بطانيات ـ ثلاجات قهوة وشاي وترامس الماء البارد ) وتختار لك مكانا ذا خصوصية فريدة ، يذهب أولادك منه  للملاهي ويعودون إليك دون خوف ، ويدفع المصطاف للدخول مبلغ عشرة ريالات للشخص الواحد ، وهو مناسب للعائلة التي ليس لديها أولاد ، أما العائلة التي لديها  أولاد فإنها ستدفع أضعاف ما تدفعه في الدخول في تذاكر الألعاب ، فحبذا إعادة التظر في ذلك بحيث يدخل الأطفال مجانا ، وفي جميع الملاهي تجد عروضا للسيرك المصري والهندي والهولندي وعروض الأقزام ، والثعابين وخلافها .. كما تتوفر أيضا متنزهات طبيعية كالردف وقديره  والغدير والهدى والشفا وليّا وغيرها مزودة بكل ما يحتاجه المصطاف من وسائل الراحة والترفيه .
وبرنامجي كان على وتيرة لم تختلف   نذهب بعد الظهر ولا نعود قبل الساعة الثانية ليلا  ، وعندما عدت كنت بشوق إلى تصفح المنتدى ، وقد وقد شد انتباهي وجود ست عشرة صفحة تحوي ثلاثمائة وتسعين موضوعا استعرضتها كلها بشغف ولفت نظري ما يلي :
1ـ وجود العديد من الأعضاء الجدد الذين سجلوا في غيابي ولعل أشهرهم أطياف بمشاركاتها التسع والثلاثين والأعضاء الذين تغيرت أسماؤهم الجكيم والميزان وأنتهز الفرصة لأرحب بهم وأتمنى لهم طيب المقام

2ـ المتابعة الجادة لفعاليات المخيم الدعوي الثاني ، ومن حسن حظي أنني وجدت أمام سكني في الطائف في شارع شبرا مخيما مثله تماما عنوانه ( الملتقى الشبابي ) وحضرت بعض فعالياته .

3ـ رديح القاضي وأنتهز الفرصة لأبارك لعبد الحميد عيد قاضي زفاف أولاده وأسأل الله أن يبارك له فيهم

4ـ عودة الشاعر الكبير الأديب ذو الأخلاق العالية صالح محسن الجهني وقد فرحت بعودته كثيرا أسأل الله أن يجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا

5ـ ترقية عميد الغباوي محمد جميل الريفي إلى الدرجة الحادية عشرة وأنتهز المناسبة لأبعث له أطيب التهاني واصدق الأمنيات

6ـ موضوع محب الموروث ( رحنا الشام وجينا ) وهو الذي أوحى إلى بهذا العنوان بما يحمله من خفة ظل وأدب وظرف فأهلا به وبكل زملاء الرحلة الميمونة .

7ـ موضوع أبو تركي ( ضعاف العقول ـ تفكير أجوف وتعليل سخبف ) وقد زرت الاستاذ محمد عيد العتيبي وحملني أمانة لكم سأفرد لها موضوعا مستقلا بإذن الله


مشاهدات من الطائف

سوق الأغنام
الناس هنا يتحدثون عن سوق الأغنام الذي سقط بعد الانتهاء من إنشائه ،وقبل تسليمه بأسبوع  وأحدث بعض الأضرار في المنازل المجاورة ، ويشيرون لبعض الغش المعماري الذي يلجأ إليه بعض ضعفاء النفوس لإشباع نهمهم إلى المال ، ويطالبون بتشديد المراقبة على الإنشاءات العامة

الميسر في الملاهي
في كل محلات الملاهي التي دخلتها يوجد محل كبير يبدو من ظاهره  أنه يبيع الألعاب والأجهزة الكهربائية والالكترونية وبعض الخردوات ، ولكنه لا يبيع هذه المعروضات مباشرة ولكن يطلب منك أن ترمي بسهم على مجموعة من الأرقام وإذا أصبت رقما تأخذ ما يقابله من هذه المعروضات وثمن الرمية الواحدة عشرة ريالات ، وللأمانة فقد راقبت عشرين راميا  فلم أجد واحدا منهم  يخرج  ببضاعة تساوي ريالا واحدا .. فاين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن هذه الظاهرة .

بائعة في السوق
في برحة القزاز (السوق الرئيسي في الطائف  ) فوجئنا بوجود إمرأة شابة  تبيع في أحد محلات الملابس النسائية ، و كانت ولله الحمد متحجبة حجابا كاملا وقد شجعني وجود أم رامي على أن أتبادل معها هذا الحوار
هل أنت موظفة هنا ؟
لا أنا صاحبة المحل .. وهذا المكتوب في اللوحة اسمي
هل في السوق بائعات غيرك ؟
لا أنا الوحيدة هنا
كيف جاءت الفكرة ، وهل وجدت عراقيل في سبيل ذلك ؟
أبدا وجدت كل تسهيلات أخرجت السجل التجاري أولا ثم استأجرت المحل فالرخصة من البلدية وكل ذلك بيسر وسهولة ، وهناك من أقاربي من ينوب عني في شراء الملابس وفي إغلاق المحل وتوصيلي إلى البيت .
وهل هناك إقبال على محلك ؟
الحمد لله كما ترى جميع زبائني من النساء وهن يفضلن الشراء من محلي ، وأنا أعلم بما يصلح لهن والثقة موجودة الحمد لله .
ومجاوروك من البائعين الرجال هل تجدين منهم أي مضائقة ؟
أبدا يشهد الله أنهم في منتهى اللطف والاحترام ، ولم أر منهم ما يسيئ أبدا ، أما الأرزاق فهي بيد الله
شكرتها وانصرفت .. وما زالت تجربتها تعتلج  في ذهني ، وهل هي قابلة للتطبيق هنا في ينبع

خطبة الجمعة
صليت الجمعة مع أولادي في مسجد قريب من السكن ، وقد اختار الخطيب موضوعا ثريا وشيقا هو ( الأعمال الموصلة إلى الجنة ) ولكنه ما كاد يبدأ الخطبة حتى انخرط في بكاء مستمر ونشيج متواصل ، وأصبحنا بالكاد نفهم منه العبارة أو العبارتين ، أماالخطبة التالية فلم يتمكن من إتمامها بسبب هذه الحالة من البكاء ونظرت إلى من حولي من المصلين فلم أجد فيهم أي تأثر بهذا البكاء .. وأدركت حينها سر قلة المصلين في هذا المسجد ..

التلفريك
الذي يذهب إلى الطائف ولا يستقل التلفريك فكأنه لم يذهب ، ويدفع الراكب للرحلة  أربعون ريالا  وتستقل كل أسرة عربة تنتقل بك من أعلى جبل الهدى إلى أسفل منطقة الكر في رحلة مدتها أربعون دقيقة ترى السحاب خلالها  من تحتك ويتغير الجو خلالها  عدة تغيرات وتشاهد سهولا ومزارع وأغناما وقطعان قرود لا يشاهدها العابر بالسيارة كما تشاهد طرق الطائف القديمة  التي كانت تسلكها الإبل ضيقة ومرصوفة بالحجر .

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

افتتاح سوق الليل بينبع والأستاذة نوال حادي


والحديث عن الأستاذة نوال حادي يجرني بالضرورة إلى الحديث عن البداية .. كيف بدأ الترتيب لتشغيل سوق الليل بينبع وكيف أخبرنا رئيس لجنة اصدقاء التراث الأستاذ أبو سفيان عما تمخض عنه الاجتماع الذي عقد برئاسة سعادة محافظ ينبع وأوكل فيه إلى لجنة اصدقاء التراث مهمة تأهيل السوق وإكمال تجهيزه استعدادا لحفل الافتتاح والزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد


ولكن ماكاد أبو سفيان يبلغنا الخبر حتى تم استدعاؤه لحضور الاجتماع التأسيسي لجمعية المحافظة على التراث في الرياض ولم تفلح كل الأعذار التي قدمها للسماح له بالتخلف عن حضور الاجتماع



سافر أبو سفيان وفكره مشغول بما سوف نعمله في غيابه.. أعطاني قبل أن يسافر مفاتيح السوق ومخططا تفصيليا للدكاكين واسم صاحب كل دكان وقال لي أما هذا القسم فهو مخصص للنساء وسيشرف عليه الأسٍتاذ إبراهيم بدوي ! سبحان الله ـ نساء في سوق الليل ! لم أسمع بهذا من قبل بيد أنني عدت وتذكرت ( أم سعيّد ) رحمها الله المرأة الوحيدة التي كنا نراها في السوق تبيع وتشتري وتتحدث مع الرجال وبعض البنات اللواتي يبعن الخرائط على أصحاب الدكاكين (الخرائط أكياس تصنعها البنات في البيوت من قصاصات القماش وتعد لحمل الأغراض كاستعمال أكياس النايلون الآن ) .. وطالما أنه ظهر في الحفيدات من يقمن بمثل هذا العمل الآن فما المانع ؟
المهم أن أبا سفيان طلب مني متابعة ذلك ولم يكتف بهذا بل أخذ يتصل بنفسه على أصحاب الدكاكين وهو في الرياض ويحثهم على نقل الأغراض ثم يتصل بي ويخبرني بما تم ويطلب مني متابعة بعض التكليفات من نظافة السوق وتغسيله وفتحه وإغلاقه واللوحات الترحيبية وما يعمله الحداد والنجار والخطاط وعبد الجليل !! إلى آخر القائمة الطويلة .. والحقيقة أن العمل مع أبو سفيان مريح وهو حاضر متعب وهو غائب ..عندما يكون حاضرا لا نشعر بأي جهد فهو يقوم بجميع الأعمال وحيدا أما في غيابه فالأمر مختلف والاتصالات تكر على مدار الساعة يريد أن يطمئن على كل شئ وأن يعرف أدق التفاصيل وكنت أظن أنه يخصني وحدي بكل التكليفات بما جعلني أغير في برنامجي اليومي وفي مواعيد صحوي ونومي إلى أن سألت زميلي الدكتور محمد سالم البلوي والأستاذ محمد عباس فوجدت أنهما أيضا يكلفان بمثل ما أكلف به إن لم يكن أكثر


إذن هو هاجس الكمال الذي ينشده رئيس لجنة التراث .. قلت له ذات اتصال اطمئن واهتم بما أنت مقدم عليه فالأمور هنا تسير على ما يرام ، وأنا أعرف أنه لا ينقصه الاهتمام بما هو مقدم عليه ولكني أريد أن يخف علينا قليلا فنحظى ببعض الوقت المستقطع على طريقة أهل الكرة .

أصحاب المحلات أتعبونا كثيرا في الحضور وفي نقل الأغراض فكنا نكلم الواحد منهم ثم نعيد عليه الطلب ثم نكلم ونعيد حتى خشينا أن يدركنا الوقت ويعود أبو سفيان دون أن نعمل شيئا فالسوق جاهز ونظيف ولكن نقل الأغراض وترتيبها مسؤولية صاحب كل دكان
وكان بعضهم يتقاعس عن ذلك !


أما النساء فقد جئن متأخرات قبيل الافتتاح بيوم وضربن بيننا وبينهن بحاجز من مشمع أزرق فانفصلن عنا وانفصلنا عنهن وصرنا لا نعلم عما يدور في قسمهن شيئا وحمدت الله على ذلك فقد كفيننا مؤونة متابعتهن إضافة إلى أن الأستاذ أبو سفيان قد حضر في نفس اليوم بعد المغرب وآن لنا بعد حضوره أن نريح ونستريح


جاء أبو سفيان مباشرة من المطار إلى المقر و ذهبنا معا إلى مقر الاحتفال وشاهدنا البروفة الأخيرة التي أجريت بحضور المحافظ وعدنا لإغلاق سوق الليل بعد العشاء وإذا بالنساء لم ينتهين بعد فلبثت قليلا ثم استأذنت من أبي سفيان وذهبت وعرفت فيما بعد أنهن مكثن هناك إلى منتصف الليل


وفي صباح اليوم التالي المعد للاحتفال بقي الحاجز مضروبا كما كان وظل ما تم عمله بواسطة النساء محجوبا عنا حتى أزيح الستار عنه قبيل وصول الأميرين بلحظات


عندما أزيح الحاجز كان المنظر مدهشا ومخالفا لكل ما تنبأنا به .. وجدنا ستة محلات مليئة بشتى صنوف المعروضات التراثية من أعمال يدوية ومنسوجات ومأكولات وملابس وتجهيزات ومكيفات قد ركبت.. تخيلوا ! إلى جانب برنامج متكامل قدمه مجموعة من الطالبات المدربات تدريبا متقنا يحوي قصائد وأناشيد واستقبال باهر بالورود وبعض المأكولات الخفيفة وترتيب وتنسيق رائع للمعروضات حاز على رضا الأميرين وإعجاب الزائرين وأخذ الأميران يسألان الطالبات عن البرنامج وعن القصيدة وعن المعروضات وطلبا أن تلتقط لهما الصور التذكارية مع هذه الكوكبة من البراعم المتفتحة .. في اهتمام لم يحظ قسم الرجال ومعروضاتهم بعشر ما حصلوا عليه ولا غرابة في هذا فالجيد يفرض نفسه والعمل المتواصل بجد وإخلاص يكسب صاحبه الحمد والثناء أما تأدية الواجب بكيفما اتفق فستقابل بتأدية واجب مثلها .


ولكن متى تم هذا ؟ وكيف تم توزيع العمل بهذه الدقة ؟ كما عرفنا أن بعض هؤلاء النسوة قد جئن من العيص ليشاركن في العمل بهذا النشاط وبهذه الهمة

هل تريدون أن أضع لكم مقارنة بين قسم وقسم أو بين ظرف وظرف أو بين رجل وامرأة .. لا .. فالمقارنة مخجلة لأبناء جنسي ولكني أقول سامح الله كل من يسعى لتعطيل هذا النصف المنتج من المجتمع والذي يخيل إلي أن وراء تعطيله رجلا يخشى المنافسة !



نعود إلى الأستاذة نوال حادي مديرة مركز سيدات الأعمال بالغرفة التجارية مخرجة العمل وصانعة النجاح .. لازمت العاملات طيلة وجودهن لم تبرح مكانها للحظة يدها بيدهن وقلبها معهن وجهودها مسخرة لتذليل كل صعب ينوء بتذليله الرجال أولو القوة حتى ظهر العمل كأجمل ما يكون الظهور .. والنجاح ليس غريبا عليها فقد عرفناها ورصدنا نجاحاتها التربوية عندما كانت تضطلع بأعباء الإشراف التربوي بإدارة التربية والتعليم ثم حينما انتقلت لتكون عونا لزوجها الأستاذ إبراهيم بدوي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بينبع في تأسيس مركز سيدات الأعمال وما تبعه من إدارة المركز والمنتجات وتدريب العاملات وتبرعها السخي لبناء مقر لهذا المركز وجهودها في مهرجان ربيع ينبع 31 في نجاح متواصل عم أثره الجميع بما يدل على أن النجاح صفة ملازمة لها في أي مجال أو زمان أو مكان


وأعترف أنني في هذه العجالة لا أسٍتطيع أن أفيها كل حقها من الإشادة والذكر ولكني قد أعود يوما ما لإكمال ما بدأته عنها إن شاء الله أما الآن فحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق .. وإذا كان وراء كل عظيم إمرأة فإن وراء كل عظيمة رجلا.. وهذا التكامل بينهما نسأل الله أن يديمه وأن يكون خيره لصالح البلاد والعباد وأن يحفظ الله أولادهما من كل سوء


كما لا يفوتني أن أشكر المتعاونات والطالبات وكم كنت أتمنى لو نقشت أسماؤهن بحروف من ذهب في سجل تأريخ هذا الحدث الرائد فإنهن جديرات بذلك

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

ملك القلوب

تعود بي الذاكرة إلى العام 2005 م عندما قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة ميمونة لمحافظة ينبع وضع خلالها حجر الأساس لمشروع ينبع 2 كان حينها وليا للعهد وكان في استقباله في الحفل المعد له في خليج رضوى فرقة ينبع للفنون الشعبية بأهازيجها الفلكلورية الجميلة وما أن أطل بطلعته البهية حتى فاجأ أفراد الفرقة بالتفاعل مع أهازيجهم والتلويح لهم بيده على إيقاع أنغامهم حتى أزال حاجز الكلفة وأدخل الجميع في فرح غامر شاركه فيه المستقبلون ومجموعة الأمراء المصاحبين .. حينها لم يملك رئيس الفرقة عواد محمد ناصر إلا أن يقول بتلقائية عجيبة ( الله يجبر خاطرك جبرت خواطرنا يا شيخ ) وكانت هذه العبارة لسان حال الجميع ليس في هذه المناسبة فحسب ولكن في كل المناسبات الشعبية التي يحضرها خادم الحرمين الشريفين فينثر في أجوائها الفرح والسرور
وعندما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني كنا نسمع ما لا نستطيع أن نتصوره من تعامله مع أفراد الحرس الوطني وما يروونه عنه من حب وألفة يخصهم بها وهو يسامرهم في كثير من الليالي التي ينتظرون قدومه فيها بفارغ صبر وكنا نظن أنهم يبالغون .. حتى بدا لنا ما أثمر عنه هذا التعامل الراقي من تحويل الحرس الوطني من مجموعة من المجاهدين مع والده الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى جيش نظامي مدرب كامل العدة والعتاد يضاهي أفضل القطاعات العسكرية في العالم ويتمتع أفراده بثقافة عالية ومستوى اجتماعي رفيع
وعندما أصبح وليا للعهد رأينا في استقبالاته للمواطنين ما زرع الدهشة في العقول والقلوب فهذا الرجل العظيم قدرا ومقاما يستمع إلى المواطنين باهتمام ويتبادل الحديث معهم بأريحية ويقرب الكرسي للشيخ الطاعن في السن ويمسك بيده ليساعده على الوقوف أو الجلوس بحنو ورأفة ولا ينصرف عنه حتى ينصرف هو
وفي احتفالات البيعة في مكة المكرمة رأيناه يمازح المواطنين ويأخذ رغيف الخبز (التميز ) من يد صانعه فيقتطع منه قطعة يأكلها ويناول الباقي لمرافقيه بعيدا عن قيود البروتوكول ولكم أن تتخيلوا وقع هذه البادرة في نفس الصانع والرائي والمتابع
وعندما استقبله الأطفال في إحدى الاحتفالات وأخذوا ينثرون الورود في طريقه وبين يديه صار يأخذ الورد من سلالهم وينثره عليهم بأبوة وحنان
وفي إحدى المناسبات الرياضية في استاد الملك فهد أطلقت أسراب من الحمام فضلّت حمامة طريقها ودخلت المنصة الملكية فمد يده إليها برفق وتؤدة وأمسكها بحرفنة وأطلق سراحها لتلحق بالسرب
وفي مرضه الأخير لم تفارق البسمة شفتيه وهو يروي قصة مرضه ويقول : بعض الناس يقول أنه عرق النساء والنساء لا يأتي منهن إلا الخير
ما هذه الكاريزما الملكية والشفافية المثالية في التعامل مع الشيخ والطفل والشاب والمرأة ؟ حتى الطير لم يحرم من إنسانيته الفريدة وأخلاقه الحميدة .. في تصرفات لم نعد نسمع عنها إلا في بطون الكتب من أخبار السلف الصالح
هذه الملامح التي تظهر منه في المناسبات العامة هي بعض ما يعتلج في صدره وما تكتنزه جوانحه من مشاعر إنسانية وود عميق لكل فرد من أفراد شعبه الوفي الذي أصبح يبادله حبا بحب ووفاء بوفاء ولا أعلم فيما أعلم لا رجلا ولا امرأة ولا طفلا إلآ وهو يكن له الحب ويحمل له في قلبه الكثير من مشاعر الود وحتى المناوئين للمملكة والموتورين عليها يقولون عنها ويتقولون عليها بما يعن من افتراءات حتى يأتي الحديث عنه فيحجمون لأنهم لا يستطيعون أن يواجهوا هذا التيار الجارف من الحب المتغلغل في النفوس فمثل هؤلاء عادة يعزفون على وتر الشعوب فيما تحب وتكره وشعب المملكة كله مجمع على حبه بما لا يدع فرصة لظهور نغمة نشاز أن تتسلل فتعكر أجواء المودة والصفاء
هذا الملك العادل أعاد لنا سيرة الخلفاء الراشدين وقد رأيناه يفعل كما يفعلون .. يتفقد الرعية ويتجول في بيوت الفقراء ويتناول من طعامهم ويتحدث عن آلامهم وأحلامهم ويعاهد الله على أن يعمل على رفع معاناتهم
وهل رأيتموه في احتفاء منطقة القصيم عندما قدم أبناء الشهداء الذين قضوا في مواجهة الإرهابيين للسلام عليه كيف احتفى بهم وقبلهم واحداً واحدا وكيف تحركت لديه مشاعر الأبوة الصادقة فلم يستطع كف دموعه التي انهمرت على وجنتيه فأجهش بالبكاء وأبكى معه الملايين
يا الله .. أي قلب يحمله هذا الرجل بين جنبيه وأي روح سامية تعتمر إهابه فتتفجر من خلالها هذه اللمحات الإنسانية التي قل أن تتوفر لغيره من بني البشر
وقد ترجم هذا الحب بأن حقق لشعبه العديد من الانجازات المهمة فقد تضاعفت أعداد جامعات المملكة في عهده من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة وافتتحت الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات. وأنشئت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية كمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض.
واتسم عهده بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات نادرة أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه بأجمعهم في كل شأن وفى كل بقعة داخل الوطن، وها نحن نرى مشاريع الإسكان الخيرية التي اضطلع بتأسيسها لكثير من أبناء القرى الذين كانوا يفترشون الثرى ويلتحفون السماء وقد غدت اليوم مدنا مأهولة مكتملة المرافق في ثول وفي خليص وفي النباة والشبعان والحسي وفي غيرها من مناطق المملكة
إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلومات في شتى المجالات . وإيجاد حلول تنموية فاعلة لمواجهة الكثير من التحديات
هذا كله في الشأن الخارجي .. أما في القضايا الخارجية فقد منحه الله فكرا صائبا ورأيا سديدا وحكمة بالغة وما زلت أذكر قمة الدوحة التي امتنع الرئيس حسني مبارك عن حضورها فانبرت الصحف ووسائل الإعلام حينها تنتقد هذا الموقف من الرئيس وتحرض السياسيين على إدانته
عندها وجه له أحد الإعلاميين سؤالا ملغوما حول رأيه في امتناع الرئيس حسني مبارك عن الحضور فقال ببديهة حاضرة : صعب .. عدم حضور أخي حسني صعب !!
فبهت الإعلامي ولم يعرف هل هي صعوبة على القمة أم على حسني ! يا لها من لياقة ولباقة تأتي هبة ربانية يمنحها الله من يشاء .. لم ينتقد ولم يأت في صف من أراد الاستعداء وإنما أعطى جوابا مختصرا ومفيدا يركز على دور مصر ومكانة رئيسها مع الإشارة الضمنية بأنه لا يحبذ هذا الامتناع
ألا يحق لنا بعد ذلك أن نفخر بهذا الملك الإنسان وأن تهتز قلوبنا وترتاع أفئدتنا عندما نسمع خبرا يتعلق بصحته جعلت أرواحنا كلها فداه
وقد رصدت وسائل الإعلام كيف اعتصر الألم قلب كل فرد من أفراد الشعب عندما سمع نبأ ما ألم به من سقم وكيف شُغل به وانشغل عليه وكأننا نسمع وجيب قلوبهم وهمهمة دعواتهم وهم يضرعون إلى البارئ عز وجل بأن يلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يرده سالما معافى فتكتحل العيون بطلعته وتقر القلوب برؤيته .
آمين يا رب