قتلت الشابة الروسية اولغا موسكاليوفا (19 عاما) في شمال سيبيريا بعد ان هاجمها دب قطبي، خلال رحلة تخييم في الاحراش برفقة زوج والدتها، وتمكنت اولغا بينما كان الدب يتلاعب بها من الاتصال بأمها لتبلغها «الدب ياكلني».
وفي التفاصيل، فقد كانت اولغا برفقة زوج والدتها تصطاد الاسماك، وكما هو مزعوم، هاجم الدب زوج والدتها اولا، وسحق جمجمته. ولكن الحيوان لم يكتف بذلك، فقام بمطاردتها حتى امسك بها وقام بمهاجمتها.
وتقول والدتها: عندما اتصلت بي اولغا، كانت تصرخ وتقول «امي، الدب ياكلني انه عذاب مميت، ساعديني. فأقنعت نفسي بأنها تمازحني وبدأت اضحك، ولكن عندما سمعت الفزع والألم والرعب في صوتها، واصوات الهدر والمضغ الذي قام بها الدب. عندها عرفت انها تتكلم الحقيقة».
وفيما تلاعب بها الدب، تمكنت اولغا من الاتصال بوالدتها ثلاث مرات، بينما كانت والدتها تطلب المساعدة من الشرطة وتهدئ من روع ابنتها.
خلال المكالمة الهاتفية الثانية، قالت اولغا بصوت ضعيف: «امي، لقد عاد الدب مجددا وقد احضر جراؤه الثلاثة معه. انهم.. يلتهموني». واستمرت اولغا في التحدث الى والدتها مدة ساعة كاملة، فيما تلاعبت بها الحيوانات والتهمتها حية، اما في المكالمة الثالثة والأخيرة، فلقد شعرت اولغا بأنها على حافة الموت، وقالت: «امي، انه لا يؤلم بعد الان. لا اشعر بشيء. سامحيني على كل شيء، احبك كثيرا».
عندها انقطعت المكالمة وهذا كان اخر ما سمعته والدتها، قبل ان يتصل بها رجال الشرطة بعد نصف ساعة، قائلين انهم عثروا على زوجها وابنتها، كلاهما ميتين. اما اولغا فقد وجدت جثتها والدببة فوقها تواصل التهامها حتى بعد مماتها
المتتبع لانتاج كثير من الشعراء يجد أنهم يجنحون في شعرهم أحيانا إلى الحكمة ، والنصح والموعظة ، ولكن قل أن تجد شاعرا وقف جل شعره على هذا النوع من الشعر ، ولم يتعداه إلى غيره إلا نادرا ..
وشاعرنا اليوم من هذا الطراز الذي عرف بهذا النوع من الشعر ، حتى أطلق عليه عارفوه لقب ( شاعر الأيام ) لما وجدوه في شعره من تحليل للأيام ودوراتها وتقلباتها من يسر إلى عسر ومن لين إلى قسوة ومن فرح إلى ترح استمع إليه وهو يقول :
من وقت كله فتن وصلـوف خطواتنـا نعـد ممشـاهـا
أيامنـا تعاكـس المألـوف وتفرض على الناس ترضاها
أو وهو يقول
تكالبـت ضدنـا الأيـام وحطت بنا في زمن مردي
حتى الأمل صار كالأحلام من وقت ياخذ ولا يـدي
و حينما تستمع إلى شعره تستدعي مباشرة الشاعر ( زهير بن أبي سلمى ) أحد فحول الشعراء الجاهليين الذي قيل عنه : الشعراء أربعة : إمرؤ القيس إذا ركب، والأعشى إذا طرب وزهير إذا رغب ، والنابغة إذا رهب .
إذا أن زهيرا كان أعف الشعراء قولا ، وأوجزهم لفظا ، وأغزرهم حكمة ، وأكثرهم تهذيبا لشعره وكان لا يقول الشعر إلا إذا رغب في قوله فهو لا يتكسب بشعره كعادة الشعراء الجاهليين وإنما وقف مدحه على أصحاب المعالي والأعمال الجليلة ، وضمنه تجاربه في الحياة ، وحكمته وهو القائل في معلقته الشهيرة :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعـش ثمانيـن حـولاً لا أبالـك يسـأم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطيء يعمـر فيهـرم
ومن لم يصانع في أمـورٍ كثيـرةٍ يضرس بأنيـاب ويوطـأ بمنسـم
ومن يك ذا فضل فيبخـل بفضلـه على قومه يستغـن عنـه ويذمـم
ومن هاب أسبـاب المنايـا ينلنـه وإن يرق أسبـاب السمـاء بسلـم
ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمـده ذمـاً عليـه وينـدم
ومهما تكن عند امرءٍ مـن خليقـة وإن خالها تخفى على الناس تعلـم
ومعلقته تربو على ثمانين بيتا لا تكاد تخرج عن هذا المجال من الحكمة والأمثال . وشاعرنا اليوم يشبهه إلى حد بعيد .
ذلكم هو الشاعر القدير ( محمد حامد السيد ) بدأ حياته موظفا عاديا في إمارة بدر ثم شق طريقه في الحياة بصبر وكفاح إلى أن أصبح من أبرز رجال الأعمال وهو يشير إلى ذلك في إحدى كسراته التي تجري مجرى الحكمة بما يدل على أن هذه التقلبات لم تغيرمن طباعه
كاس الغنى والفقر ذقنا ذقنا الغنى والفقر عشناه
لا المال في يوم غيرنـا وبفقرنا الوقت سايرناه
وتجد في هذه الكسرة تضمينا واضحا للبيتين المشهورين للإمام الشافعي الذي يقول فيهما
شربنا بكأس الفقر يوما وبالغنى وما منهما إلا سقانا به الدهـر
فما زادنا بغيا على ذي قرابـة غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر
بما يوضح أن ثقافة الشاعرقد تأثرت بهذا اللون من الشعر ، واصطبغت به .
وقد أتاحت له الفترة التي قضاها ببدر أن يلتقي بكبار الشعراء المحبين للكسرة في هذه المحافظة وأن تتوطد العلاقة والصداقة معهم وبخاصة مع الشاعر الكبير المرحوم عواد الزليباني ، الذي نشأت بينه وبينه بعض المراسلات والمحاورات الجميلة ، التي يضيق المجال عن ذكرها في هذه العجالة .
وهو يضمِّن كسراته بعض الأمثال الشعبية الدارجة أو العربية ، بما يسهل على السامع حفظها وتداولها والاستشهاد بها
لي رأي وآنا تخيرتـه أبديه للناس ماآكنـه
ابعد عن الداب وشيرته لا تقربه تنقرص منـه
( ابعد عن الداب وشيرته ) ...... مثل شعبي
اسمع وخذ لك مثل ينفعك لا بد في يوم ترجع لـه
منهو يحيك المكر ينحك وما حاك للغير يوقع له
وهو تضمين للمثل العربي (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها )
الطيب ما ينخذل راعيه لا بد يجني ثمر طيبـه
لو ضاع بين الملا يجنيه في يوم ما حي داري به
وهو تضمين لبيت الشعر العربي الذي يقول :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
وهو يجسد في كثير من كسراته الحكمة وسداد الرأي وتجارب السنين استمع إليه وهو يقول :
من يأمن الوقـت دوراتـه يخلف عليه الذي حاسيـه
ياكم منهو طغـى وجاتـه أيام يجنى طغى مـا ضيـه
أو
الطيبـه فالأصيـل تبـان وراعـي الطيبـه يـرقـى
ماتنّسي لـو تمـر أزمـان وبين العرب ذكرها يبقـى
أو
وين الصديق الصدوق اليوم اللي لا جاك اللـزم تلقـاه
ما غير يكثر عليـك اللـوم وكل الـذي بينكـم ينسـاه
يتصفح المجالس الينبعاوية
وحتى وهو يتحدث عن نفسه ، وخصوصياته ، فإنه يقدم من خلالها الحكمة وخلاصة التجربة بما يدفع إلى استخلاص العبرة ، ففي كل كسرة من كسراته التالية تجد أنه يتحدث بلسانك ، ويتطابق حاله مع حالك في كثير من المواقف
اقرأ
مابين صدق الحديث وبيـن ما نلاحظه مـن مواقفهـم
صدق النوايا نجدهـا ويـن مع ناس تخفى مقاصدهـم
أو
أمشي مع الناس وآجامـل واضحك ومخفي الذي مخفيه
واضغط على النفس وآحاول من خوف بعض الأسى تبديه
أو
آنا أتشقـى بحـال النـاس والناس حالي مـا تشقيهـم
ولجلي أنا مرهف الإحساس لو كان زعلـوا أراضيهـم
أو
أسأل عن الأنس وين يكون أبغى أتناسـى معـه همـي
ألقاه وألقى البخت من دون إنسي يـرد الأسـى يمـي
وهو يشخص الواقع المعاش بعين الناقد الذي عركته التجارب ، وأكسبته الحياة أسلوب التعامل مع بني البشر
أيام كانت وكانـوا نـاس وكانت مجالس لها قيمـه
والآن ماتشوف غير أجناس البعض ما عندهـم شيمـه
أو
إحنا على أصلنـا باقيـن مهما الزمـن دار دوراتـه
نوفي ونسأل عن الوافيـن أما الردى نعاف ممشاتـه
أو
طبايـع النـاس صغناهـا نبغـى نحلـل معادنـهـا
لقيتهـا النـاس بلـواهـا في شي مخلـف توازنهـا
وعلى الرغم من أنه هو القائل :
خواطر تجول فـي بالـي ما شفت لأوضاعها تفسير
أسأل ويرجع لـي سؤالـي ويش الذي سبب التعكيـر
أو
قلوبنـا لـيـه ملـهـوده وهذا اللهد مصدره من وين
كأنها فـي بحـر سـوده تقول درب النجـاة منيـن
أو
أيام كانـت نهـار العيـد الكل قلبـه علـى الثانـي
والآن أعيـادنـا تنكـيـد رفيقـك يصـد بالعـانـي
ألا أن هذا لم يمنعه من أن يتجاوز هذا التنكيد ويطلب من صديقه أن يتجاوز هذه المنغصات :
لا تحط يدك على خـدك ما يسير تزعل نهار العيد
الغلب ما هو على حـدك كلا يعاني مـن التنكيـد
وتأبى الحكمة إلا أن تظهر في شعر شاعرنا حتى في شعر الغزل ، بما يدل على أنها متغلغلة بشعره ويصعب الانفكاك منها رغم ما يحمله هذا الشعر الغزلي من رقة وعذوبة وعاطفة صادقة ..
استمع إليه وهو يردد عزة النفس التي تمنعه من لقاء المحبوب ، أو الحظ الذي دائما يعانده ، والعذول الذي يحسده
أعتب على قلبي الحيران والا على النفس قسوتها
القلب للملتقـى ولهـان وتـرده النفـس عزتهـا
أو
تحول دون الأماني سدود وحظي معي يخلف ظنوني
دايم على فرحتي محسود حتى على دمعة عيونـي
وشاعرنا رغم هذه المهارة التي تجعله في مقدمة الشعراء إلا أنه ما زال يزهد في الأضواء ،ويرفض المديح وبالكاد استطعت أن أكسبه عضوا نفتخر به في هذه المجالس على اشتراط منه بأن لا يمنح أي لقب، ووافقت على مضض لأنه يستحق أرفع الألقاب ، فهو شاعر يفيض بالحكمة وسداد الرأي
ولعلكم بعد هذا الاستعراض توافقونني على أن شاعر الأيام ( محمد حامد السيد )هو زهير الكسرة الينبعاوية بلا جدال.
وشتان بين الرضا والغضب وبين الخير والشر وبين البشير والنفير ! صحونا في جمعة الخير على الفرح الغامر وتبادل التهاني والسرور وصحوا في جمعتهم على الويل والثبور وعظائم الأمور .. تخيلوا أنهم سيقلبون البلد رأسا على عقب وأن الشعب سيستجيب لما سيطر على أذهانهم المشوشة من تهيؤات استقوها من السكارى والمخمورين ومدمني المخدرات ممن استمرؤوا الاتصال بهم وشحن أدمغتهم بالخيالات المريضة والروايات المغشوشة وفاتهم إدراك اللحمة التي تربط نسيج هذا المجتمع الفاضل مع باني نهضته وحامي حماه برباط متين وعروة وثقى.. ولم يصحوا إلا بعد أن انقلبت هذه الخيالات هما وغما فانقلبوا صاغرين يملؤون الكون صراخا ونباحا في قنوات مأجورة أتاحت لهم فضاءاتها استعداء واستعلاء
فرحوا بثورة تونس وثورة مصر و سولت لهم أنفسهم المريضة أن ترتيبنا سيكون الثالث في عمر الثورات فحددوا المكان والزمان وانتظروا جني المكاسب وحساب الأرباح ثم صحوا من سكرتهم وإذا الدنيا كما يعرفونها وإذا الشعب الوفي صامدا يعلن الحب ويجدد الولاء .. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون .. التنسيق لم يكن كافيا .. الوقت لم يكن مناسبا .. الأمن كان كثيفا .. وفات عليهم أن يسألوا أنفسهم :
لماذا نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟
الثورات أيها الأغبياء لا تفرض من الخارج ولا تقوم بها الشعوب بالنيابة عن آبق في لندن أو مارق في طهران !! الثورات انفجار داخلي مباغت يأتي دونما تخطيط أو تحريض .. تأتي نتيجة كبت وقهر وظلم وتعسف وصبر على اضطهاد وخنوع واستغلال !
فهل نشكو نحن من شئ كهذا ؟
لا يوجد بلد في العالم يعيش الأمن كما نعيشه أو يشعر بالرخاء كما نشعر به أو تصان فيه الحقوق والأعراض كما تصان .. بلد تحفظ فيه كرامة الإنسان وينصف فيه المظلوم وينام فيه المواطن قرير عين
فلِمَ نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟
نحن نستطيع أن نقابل أي أمير أو وزير و نستطيع أن نقابل خادم الحرمين نفسه في أي وقت نشاء ونشرح له من أمورنا ما نشاء فالأبواب مشرعة والصدور مفتوحة ونجد آذانا صاغية وقلوبا واعية لا يوجد حكام أكثر وعيا من حكامنا ( آل سعود ) ولا سياسة أحكم من سياستهم ولا تصريفا للأمور كتصريفهم .. ولقد جربناهم في مواقف متعددة فوجدنا فيهم الحكمة والتدبير وحسن التقدير و اختيار الحلول الناجعة لجميع الأزمات بما يجعلنا نشعر بالأمن والأمان ونرفع الرؤوس فخرا وابتهاجا بما يقال فينا وما يحكى عنا
في حرب الوديعة عام 1389 هـ وفي دخول جهيمان الحرم عام 1400هـ وفي حرب الخليج عام 1991م وفي الحرب على الإرهاب وفي كبح جماح الحوثيين وفي المواقف المشرفة من قضية فلسطين وكلها مواقف تثبت أن أموالنا وأنفسنا وأعراضنا في أيد أمينة.
فلِمَ نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟
لم نجد أعدل من آل سعود ولا أحلم منهم ولا أكثر منهم بحثا عن رفاهية الشعب ومنذ تأسيس هذه الدولة على يد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله إلى اليوم وهم يحملون مشاعل الهدى والصلاح ويحكّمون شرع الله ويأخذون بأسباب التقدم والازدهار
بل أنهم سبقوا شعوبهم في الأخذ بأسباب الحضارة والتطوير .. يروي التاريخ أن آل سعود أول من أدخلوا المخترعات ووطنوا الشعب على استخدامها .. أدخلوا البرقية والناس يقولون أنها هاتف إبليس وأدخلوا الراديو وهم يقولون أنه حديث الجن وأدخلوا السيارة وهي حصان إبليس وبنفس العزم والتصميم أدخلوا تعليم الأولاد ثم تعليم البنات وسط معارضة شديدة وها نحن اليوم نتلقف أحدث ماتنتجه التكنولوجيا وما ترمي به معاقل الحضارة .. سبقنا الشعوب في استخدام التلفزيون والهاتف الجوال والفضائيات وحتى الإنترنت الذي سخره المارقون لمآربهم الدنيئة ملوكنا هم الذين أدخلوه وهيؤوا الناس لاستخدامه .. وجميع ما حصلنا عليه من مكتسبات وما تحقق من منجزات هو نتاج جهدهم وحرصهم على رفاهية شعبهم
فلِمَ نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟
هل يظنون أننا سنفرط بكل ما تحقق من أجل مسعر نار أو فقيه غفلة زعم أنه سيحقق العدالة الاجتماعية ويزيل الفوارق بين الطبقات فيتساوى في نظره الخلق جميعا في معارضة صريحة لحكمة الله التي شاءت أن يكون هناك غني وفقير وأن يرفع بعض الناس فوق بعض . ولا مبدل لمشيئته . قال عز وجل :
لا يوجد بلد في الدنيا لا قديما ولا حديثا ليس فيه فقراء .. هناك فقراء في أمريكا وفقراء في اليابان وفقراء في بريطانيا ومهما حرصت الدولة فلن تزيل الفقر من الدنيا ولكن مما يحسب لمليكنا وحكومتنا أن هذا الهم يشغلهم ويملأ عليهم تفكيرهم ويسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى معالجته ولقد رأينا ملكنا المحبوب وهو يتفقد الفقراء ويزورهم في منازلهم وتدمع عينه شفقة عليهم .. هذه الدموع الغالية هي دليل إيمان بحكمة الله تعالى ومؤشر على أنه سيعمل ما بوسعه من أجل إصلاح أحوالهم وقد فعل .. فبنى المدن لإسكان الفقراء في مختلف مناطق المملكة ورفع المخصص من الضمان الاجتماعي بما يكفل العيش الرغيد ورفع الحد الأدنى للمتقاعدين وأمر بمكافأة العاطلين وإسكان جميع المواطنين ومراقبة الأسعار ومكافحة الفساد وما زالت الهبات تترى والعطايا تتواصل ورغم ذلك سيظل هناك غني وفقير ولن يخدعنا أحد بعد اليوم باستغلال أحلام البسطاء والعزف على مواطن الجراح وتأجيج مشاعر السذج تحت تأثير شهوة السلطة وأحلام الثراء .
نحن نعيش بخير ومصيرنا إلى خير بإذن الله مع آل سعود بل أن الخير فاض حتى شمل جميع بقاع الدنيا فقد بلغ إجمالي المساعدات والقروض التي قدمتها المملكة للدول النامية من خلال المؤسسات متعددة الأطراف خلال ربع قرن نحو 121 مليار ريال. كما قدمت مساعدات للدول المتضررة خلال نفس الفترة 582 مليار ريال ولم تسمع بنائبة من النوائب أو جائحة من الجوائح تجتاح شعبا من الشعوب إلا سارعت بتقديم يد العون والمساعدة دون منٍّ أو أشتراط أو تدخل في شؤونه الداخلية ، لأنهم يعلمون أن المال مال الله وأنهم مستخلفون فيه ومؤتمنون على إنفاقه .
فمن ذا الذي يثور على وضع كهذا إلا من كان به لوثة من خبال أو يعيش تحت أوهام الخيال
أما نحن فسنظل مخلصين لحكامنا من آل سعود ونفتديهم بأموالنا وأنفسنا وسنثيرها مظاهرات حب ووفاء ونعلنها تجديد بيعة وولاء ونمد أكفنا بالضراعة والدعاء بأن يحفظ الله علينا أمننا ويحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين ويطيل في عمره في صحة وعافية وعمل صالح مقبول .. آمين
يظن شباب هذا الجيل بما توفر لهم من وسائل تسلية وترفيه وألعاب إلكترونية وسوني 1 وسوني 2 وبلاك بيري وكل ما يشغل أوقات الفراغ من ملاه متنوعة ووسائل ترفيه متعددة .. يظنون أن الجيل الماضي محروم من مثل هذه الوسائل التي تملأ الحياة فرحة وسرورا وتزيدها بهجة وحبورا ولكن الحقيقة أن شباب الجيل الماضي كان يتمتع بكثير من الوسائل التي تشغل أوقات الفراغ وربما تعود عليهم بالفائدة والنفع وتنمية العقول والأبدان أكثر مما تعود به وسائل الترفيه في هذه الأيام
تخيل اليوم أطفالنا وهم يغلقون غرفهم على أنفسهم ويمكثون أمام الأجهزة الألكترونية بالساعات منكفئين على ذواتهم ومنعزلين عن مجتمعهم يعيشون في جو خيالي لا يمت إلى الواقع بصلة .ولا يملكون أدواته. وحتى انتصاراتهم في مثل هذه الألعاب لا يستطيعون الحديث عنها ولا الافتخار بها ولا يجنون منها إلا تبلد المخ والإحساس
والملفت أن الذين سبقونا بالتقدم العلمي لم ينفصلوا عن تراثهم كما انفصلنا وإنما ركزوا على ألعابهم وعملوا على تطويرها وإلباسها ثوب العصر وأبقوها في ذاكرة الأجيال بل فرضوها علينا فكثيرا من العرائس والمجسمات التي يصنعونها ويصدرونها لنا تعتمد على إيحاءات تراثية ورموز دينية من تراثهم ومن دينهم بينما ابتعدنا نحن عن تراثنا وانفصلنا عن ماضينا ولم يبق لنا منه إلا ذكريات متناثرة يرويها بعض كبار السن في حالة تحسر على شباب تولى وزمن لن يعود
وبداية فإن أهم ما يميز وسائل الترفيه في الماضي هو الابتكار والتنوع والتجديد على مدار العام حيث يبدأ الشباب بلعبة معينة تنتشر في جميع الأحياء لفترة زمنية محددة لا تتجاوز الشهر ثم ينتقلون إلى لعبة أخرى والداعي لهذا التغيير هو طرد الملل واختيار اللعبة المناسبة للمناخ السائد فبعض الألعاب تمارس في الصيف وبعضها تمارس في الشتاء وبعضها تحتاج إلى الرياح وبعضها إلى السكون وبعضها في الليل وبعضها في النهار وهكذا ... وفي هذا المبحث سأحاول استعراض بعض تلك الوسائل وتقريبها للأذهان قدر المستطاع فباسم الله نبدأ
لعبة الدرّاقي
تمارس هذه اللعبة من قبل الشباب والرجال في وقت العصر في الغالب وتتكون أدواتها من كرة بحجم اليد محبوكة حبكا محكما من الخيش ومضرب من الخشب بطول متر تقريبا ينقسم اللاعبون فيه إلى فريقين فريق يتوزع في القرة مع بقاء أحدهم في الماد ( المزقر ) يقوم برفع الكرة أمام لاعب من الفريق الآخر الذي يضربها لتصل إلى الفريق الخصم الموجود في القرة فيتأهب لالتقاطها في اللحظة التي يجري فيها زملاؤه من الفريق الآخر ليصلوا إلى الماد فإن استطاع أحد اللاعبين التقاطها وضرب بها أحد أفراد الفريق المتوجه للماد قبل أن يصل أصبح الفريق مهزوما وعندها تتغير الأدوار فيتوزع أفراد الفريق الآخر في القرة ولها كثير من الأنظمة والقوانين في كيفية التزقير والطق والوصول إلى الماد وتستقطب هذه اللعبة الكثير من العشاق والمتابعين فتشاهد ميدان اللعب مكتظا بالجماهير بما يشبه لعبة كرة القدم اليوم لأن فيها فن ومهارة ومنافسة شديدة بين اللاعبين كما أنها تستوعب عددا غير محدود من اللاعبين .. كما أنها تسمح لبعض الجماهير بتجربة الطق ( ضرب الكرة ) ولكنها ضربة لا تستقبل من أفراد الفريق ولا تستلزم عودة الفريق الآخر للماد ( طقة غضيب ) .
لعبة السرت ( القال )
أدواته ثمرة الدوم تستخدم ككرة ومجموعة من اللاعبين يحمل كل منهم مضربا معقوفا يسمى ( قال ) ويستخدم من جريد النخل في العادة وميدان هذه اللعبة فسيح جدا .. تبدأ اللعبة بتجمع الفريقين في المنتصف ثم تحديد نقطة نهاية لكل فريق ويسعى كل فريق إلى إيصال الكرة إليه عن طريق ركلها بالقال بينما يقوم الفريق الآخر بمنع الكرة من الوصول إلى نقطة نهاية الفريق الآخر وتوجيهها نحو نقطة النهاية المخصصة له ومن يوصل الكرة إلى نقطة النهاية هو الفائز من ميزات هذه اللعبة أنها تمارس في الليالي المقمرة ومن المفارقات التي تحدث أحيانا أن الكرة المستخدمة تختلط أحيانا على اللاعبين بما يشبهها من الحجارة فيترك بعض اللاعبين الكرة الحقيقية ويركلون الكرة المشابهة فيستغل من لم ينطل عليه هذا التشابه الظرف ويقطع مسافة لا بأس بها بالكرة الحقيقية .. كما أنها لا تخلو من بعض الخطورة أحيانا عندما تقع ضربة القال على أرجل اللاعبين أو وجوههم نظرا للتكدس الحاصل
لعبة الدندراح
الدندراح قطعة عظم صغيرة أو صخرة صغيرة بيضاء مبططة ومن مميزاتها أنها يمكن أن تمارس في البر في الليالي المقمرة أوفي البحر في النهار في البر .. يتجمع اللاعبون من الأطفال أو الشباب في ليلة مقمرة ويقوم أحدهم بالإمساك بالقطعة ثم يقول بصوت مرتفع : دندراح فيرد بقية اللاعبين : فين راح ؟ فيرد عليهم : في البياح ويرمي القطعة فينتشر اللاعبون للبحث عنها ومن يجدها هو الذي يقوم برميها في المرة القادمة . وفي البحر تتم بنفس الطريقة وبنفس النداء ولكن الفرق أن الوقت نهارا وأن القطعة ترمى على مسافة أقرب فتغوص في الماء ويتسابق اللاعبون في الغوص خلفها حتى يمسك بها أحدهم ويرميها من جديد
لعبة السيجة
لعبة تشبه الدامة ويمارسها كبار السن طوال العام وهم جلوس في وقت العصر ولها أماكن محددة معروفة بها أو في منازلهم أحيانا وهي من الألعاب التي تمارس طوال العام دون توقف تبدأ اللعبة ببناء السيجة على الأرض وهي عبارة عن حفر متراصة غائرة تحفر بطرفي الأصبعين في الأرض وهي إما مخومسة 25 حفرة متراصة أو مسوبعة 49 حفرة ويقوم بممارستها لاعبان والآخرون يتفرجون وينتظرون هزيمة أحد اللاعبين ليحل محله .. أما طريقة اللعب فيقوم كل لاعب برمي أحجاره في هذه الحفر حجرتين في كل مرة لكل منهما بالتناوب حتى تمتلئ في المخومسة 12 لكل لاعب وفي المسوبعة 24 لكل لاعب ويختلف لون حجارة كل لاعب عن الآخر وعادة ما يختار أحد اللاعبين حجارة والآخر قطع فحم بعد أن ينتهي كل منهم من رمي حجاره كلها تبقى من السيجة عين فارغة تسمح لهما بالتحرك من خلالها ويصطلح على تسمية الحجارة بالكلاب وتهدف اللعبة إلى التحرك بنقل الكلاب حتى يحصر اللاعب كلب خصمه بين كلبين من كلابه وعندها يخرجه خارج السيجة . ويقال أنه أكله . ومن يستطيع أن يأكل الكلاب كلها فهو الفائز
لعبة الدريجة
والدريجة هي عجلة الدراجة العادية ( البسكليت ) الجنط بدون الكفر تستخدم لدفعها قطعة من الخشب أو الحديد توضع في تجويف العجلة ويدفعها الطفل أمامه وتتجلى المهارة في قدرته على السيربها مسافات طويله دون أن يتوقف وقد يسير شابان أو ثلاثة أو مجموعة من الشباب بدريجاتهم وهم يتبادلون الحديث بكل سهولة . وهذه الدريجة تصبح ملازمة للطفل حتى عندما يذهب إلى البقالة لا يذهب إلا بواسطتها وكأنها دراجة أو سيارة لا يقضي أشغاله إلا بها
لعبة أم المكرات
وتستخدم لها مكرات الخياطة هذه المكرات اختفت الآن ولم تعد موجودة لأنها مصنوعة من الخشب كما في الشكل ومضرب يكون عادة الجزء الأسفل من فردة حذاء قديمة يبدأ اللعب برسم دائرة كبيرة قطرها حوالي ثلاثة أمتار ويضع كل لاعب عددا من المكرات يتفق عليها بالتساوي بين اللاعبين وترص صفا واحدا أو عدة صفوف.. ثم يحدد خط البداية على بعد خمسة أمتار تقريبا يبدأ اللاعب أولا بتوجيه الفردة إلى صف المكرات وما يستطيع إخراجه من الدائرة من مكرات يكون من نصيبه . قد يخرج مكرا أو مكرين أو ثلاثة .. .ويواصل اللعب في المرة الثانية من المكان الذي توقفت عنده الفردة . خارج الدائرة وهكذا .. أما إذا توقفت الفردة في داخل الدائرة فإنه يلزم بأن يرمي الفرده وهو واقف دون انحناء حتى لا يخرج جميع المكرت بحكم قربه منها وإن لم يستطع إخراج شئ فيستلم اللعب اللاعب الآخر وهكذا إلى أن يتم إخراج جميع المكرات من الدائرة .. فتنتهي اللعبة وتبدأ بعدد جديد يتفق عليه بين اللاعبين ولذلك تجد في هذه اللعبة مجالا لزيادة المكسب من عدد المكرات فقد يبدأ اللعب أحد اللاعبين وليس معه إلا خمسة مكرات ويخرج بعد الانتهاء من اللعب بغلة لا تقل عن ثلاثين مكرا ينظمها في خيط يحمله لهذا الغرض
لعبة المراصيع
المرصاع هو البذرة الموجودة في داخل الدومة .. يستخرج ويمر بعدة مراحل حتى يصبح صالحا للعب تبدأ أول مرحلة من انتقاء الدومة لأنه ليس كل مرصاع بداخلها يكون صالحا فبعضها يشتمل على نتوءات لا تصلح معها التسوية ( مكروع ) . وبعد أن يستخرج يخضع لعدة عمليات الحك من الجزء الأسفل ثم التسوية بواسطة قطعة زجاج بحيث يصبح اسطوانيا متساويا ثم يوضع له ( الجز ) وهو مسمار في الجزء الأسفل ثم التخويش وهوثقب في الوسط ثم التفريغ وهو تجويف في أحد جوانب الثقب وفائدة التخويش أنه يسمح بمرور الهواء أثناء الدوران فيجعله يصدر صوتا . أما التفريغ فإنه يجعل الصوت يختفي أحيانا ويرتفع أحيانا أخرى ( الرد ) وبعض المراصيع يكرر الصوت أكثر من مرة فيقال أنه يرد في الأول أو يرد في الثاني أو يرد في الثالث ثم بعد الانتهاء يزود بقطعة خيط في حدود المتر ( كسوة ) تلف حول ( الجز) وينتهي طرفها الآخر بقطعة من الخشب تمسك بين الخنصر والبنصر ويبرم على الأرض وبهذا يتم الانتهاء من التجهيز أما طرق اللعب فمتعددة هناك من يكتفي باستعراض دوران مرصاعه والاستمتاع بما يخرجه من صفير فتجد مجموعة من الشباب في كل حي يتناوبون على قذف مراصيعهم والاستمتاع بدورانها جميعا ثم استلامها من جديد
وهناك لعبة اسمها ( جز بجز ) ترسم دائرة صغيرة في الأرض يبرم فيها اللاعب مرصاعه ويأتي اللاعب الآخر ويوجه إليه مرصاعه بقوة وهو يدور فيضربه ( يرهده ) بالمرصاع حتى يخرجه من الدائرة فإذا خرج كان من نصيبه أو يكسر المرصاع وذلك أيضا من أهداف اللعبة وإذا لم يستطع قام اللاعب الآخر باستلام الدور في اللعب
لعبة السيارات
في هذه اللعبة تتجلى الدقة والمهارة والمنافسة بين الشباب في صنع نماذج للسيارات في غاية الروعة حتى إنك لتدهش من مقدرة بعضهم على إخراج نموذج مشابه للسيارة الأصلية تماما وهي في حدها الأدنى تصنع من أدوات أساسية مشتركة بين الجميع هي صندوق شاهي ربيع وعلبة جراك وأغطية البيبسي .. يصنع الهيكل أولا من قطعتين من الخشب ثم يوضع فوقه صندوق الشاهي الذي يمثل صندوق السيارة وعلبة الجراك تمثل الغمارة .. أما الكفرات فتخرم أغطية البيبسي من المنتصف وتنظم في حبل من المطاط وتلف على مكر خياطة مثل المكر المستخدم في لعبة أم المكرات والمدهش أن أثر هذا الكفر على الأرض مشابه لأثر كفر السيارة الحقيقي
وهذه هي الصورة البسيطة للسيارة التي يستطيع كل شاب أن يصنعها بها أما الإبداع والفرق بين الشباب فيتجلى في الإضافات والإكسسوارات كالرفارف والأنوار والصدامات الأمامية والخلفية والسلة وزخرفة الصندوق وغيرها . وعندما يحين زمن هذا النوع من السيارات تجد كل شاب يجر سيارته بحبل مربوط في مقدمتها كما تراهم فرادى وجماعات يستعرضون بسياراتهم على هذه الحالة حتى ينتهي الزمن المخصص لهذه الظاهرة
لعبة الطيارات
تنتشر الطيارات في الوقت الذي يغلب فيه هبوب الرياح وتصنع الطيارة من شطف جريد النخل أو ما شابهها من عيدان الخشب المتقاطعة وتغطى بورق الإسمنت وهي نوعان النوع الأول الطيارة / تصنع من 8 عيدان تتقاطع لتشكل دائرة تربط من المنتصف وتحاط من أطرافها بخيط ثم تغلف بورق الإسمنت .. ويوضع لها ميزان هو عبارة عن ثلاثة خيوط متساوية من الأعلى يربط بها خيط الطيارة وهذا الميزان مهم في ضبط التوازن أثناء الطيران ومن الأسفل يوضع لها الذيل وهو حبل طويل يصنع من بقايا القماش ويوضع في نهايته ثقل النوع الثاني / الصاروخ وهو أسهل من الطيارة لأنه يصنع من عودين فقط على شكل صليب ومغلف بورق الإسمنت ثم الميزان والذيل كالطيارة . أما خيط الطيارة ( العكيفه ) فيشترى لهذا الغرض من عند المحلاوي ويبلغ طوله خمسين مترا تقريبا في بداية الطيران تخضع الطيارة لبعض التجارب مثل تعديل الميزان أو تطويل الذيل أو تقصيرة أو زيادة الثقل حتى تصبح راسية أثناء الطيران وبعد الانتهاء من التجارب يتم إطلاقها ويمسك كل شاب طائرته بيده ويسير بها . وإذا صعدت ببصرك في سماء المدينة في هذا الزمن تجده مملوءا بهذه الطيارات بعضها على ارتفاع شاهق وبعضها متوسط الارتفاع وبعضها قريب أما إذا جن الليل فهناك من يطويها وهناك من يبقيها طائرة مربوطة بشئ ثابت في المنزل .. وهناك من يضع بدل الثقل الموجود في الذيل كشاف إنارة كالذي يوضع في الجيب مثل القلم فترى بعض الطيارات في الليل منيرة مثل النجوم وبعض الشباب يضع تحت الميزان شرائح من الورق تتحرك مع الهواء فتصدر صوتا كصوت الطائرة وتستمر هذه اللعبة ما شاء الله لها أن تستمر حتى ينتهي وقتها وتحل محلها لعبة أخرى
لعبة البربر
ملعب البربر 8 مربعات كما في الشكل ترسم على الأرض بالفحم أو الطباشير في الأرض الملساء أو تحفر بشكل غائر أو تبنى بشكل بارز في الأرض الترابية . أما البربر فهو عبارة عن حجرة لا تتجاوز مساحتها ربع كف اليد وتكون مفلطحة حتى لا تتدحرج عند الرمي طريقة اللعب يبدأ اللاعب برمي البربر في المربع الأول ويحرص على أن يقع في المنتصف دون أن يلمس أي خط من خطوط التماس ثم يقفز المربع الذي فيه البربر ويكمل القفز برجل واحدة على بقية المربعات ولكنه يستريح في المربعات 4، 5 و 8،7 بحيث يضع الرجلين معا رجلا في كل مربع ثم يعود وفي العودة عندما يصل إلى المربع رقم 2 ينحني وهو على رجل واحدة ليأخذ البربر الموجود في المربع الأول ويقفزه إلى الخارج بعدها يرمي البربر في المربع رقم 2 ويفعل فعلته الأولى في بقية المربعات وفي العودة يلتقط البربر ويقفز المربع الذي هو فيه .. وهكذا حتى يكمل جميع المربعات وبهذا يكون أصعب مربع من حيث الرمي هو المربع رقم 6 ومن حيث الالتقاط المربعات 8،7،5،4 خاصة عندما يبتعد البربر عن خط المنتصف بعد تجاوز المربعات كلها يرمي البربر خارج الملعب بعد المربعين 8،7 ثم يقفز عليه برجل واحدة ويعود أولا وهو يضعه على ظاهر الكف ثم يكرر العملية ويعود والبربر على الرأس ثم يكررها مرة ثالثة ويعود والبربر على ظاهر القدم . عندما ينتهي من هذه العمليات جميعا دون توقف .. يقف أمام المربع رقم 1 وظهره للملعب ويرمي البربر للخلف وأي مربع وقع فيه يصبح ملكه يضع عليه علامة باليد ويمنع الخصم من التوقف فيه بتاتا .. وهنا تكمن الصعوبة لأنه قد يحجز مربعين متتاليين ويجب على الخصم في هذه الحالة قفزهما سويا ويستلم الخصم اللعب في عدة حالات إذا ارتطم البربر في أحد خطوط المربع أو حتى تماس معه ( شم ) إذا لم يوفق اللاعب في القفز على رجل واحدة إذا لم يوفق في التقاط البربر وهو على رجل واحدة إذا سقط البربر من على اليد أو الرأس أو الرجل في المراحل النهائية ولذلك تجد الخصم حريصا على متابعة زميله حتى يكتشف الهفوات التي قد يقع فيها وتمنعه من المواصلة . وتنتهي اللعبة بالكامل إذا استسلم الخصم وأبدى عدم قدرته على المواصله بسبب حجز الخصم لبعض المربعات ومنعه من استخدامها
لعبة الحل
الحل لعبة خفيفة وظريفة وتمارس بين جميع أفراد المجتمع صغارا وكبارا والوقت المناسب لها هو وقت الانتظار وخاصة بين التلاميذ فإنها تمارس قبل أن يدق جرس دخول المدرسة كما تنتشر انتشارا عارما في وقت الاختبارات بين الفترات أدواتها : حجار الحل ـ خمس حجرات متوسطة الحجم ويمارسها لاعبان فقط طريقتها يجمع اللاعب الحجار الخمسة بقبضة اليد ثم يقذفها في الهواء وقبل أن تسقط على الأرض يتلقف منها واحدة . ثم يقذفها إلى أعلى ويلتقط أحدى الحجار الأربعة التي على الأرض ويعود لاستقبال الحجرة التي قذفها قبل أن تسقط .. ثم يكرر العملية حتى ينتهي من التقاط الحجار الأربعة وتسمى هذه المرحلة أم الواحد ثم يكرر العملية السابقة بنفس الطريقة ولكن في هذه المرة يلتقط اثنتين اثنتين وتسمى هذه المرحلة أم الثنين . ثم أم الثلاث يلتقط فيها مرة حجرة واحدة والمرة الأخرى ثلاث ثم أم الأربع يلتقط الأربع جميعها ثم أم الخال يتلقف الحجار الساقطة بظاهر اليد بحيث لا تقل عن حجرتين ويطلب من خصمه تعيين الخال الذي هو إحدى الحجار وبعد تعيينه يقذف بالجميع إلى الأعلى ثم يتلقف الخال المحدد .. ويقوم بواسطته بجمع الحجار الباقية بنفس الطريقة ثم المرحلة الأخيرة ( أم الأم ) وهي أصعب المراحل حيث يصنع من أصابع إحدى يديه بوضعها على الأرض بطريقة معينة بابا ثم يدخل يده من تحتها ويقذف بالحجارة أمام الباب ويطلب من خصمه تعيين الأم .. فيختار الخصم الأم من الحجارة المواجهة للباب وعلى اللاعب أن يدخل الحجارة من هذا الباب حجرة حجرة بشرط ألا يحرك الأم إلا في النهاية والحرافة تتجلى في هذه اللعبة بعدة نواح منها أن الحجار عندما تسقط لا تكون متراصة يسهل التقاطها وإنما تكون متباعدة أحيانا فيضطر اللاعب إلى قذف المضرب مسافة أعلى حتى يتمكن من جمع الحجارة قبل سقوطه ومنها أن الأم أحيانا تكون في منتصف الباب فيضطر اللاعب إلى الإمساك بالحجرة ورفعها ثم إدخالها في الباب حتى لا ترتطم بالأم أما إذا انتهى اللاعب من جميع المراحل فإنه يقبض يده التي كانت تمثل الباب ويقذف الحجرة وقبل أن تسقط يضرب براحة اليد على اليد المقبوضة إشارة إلى الفوز ( دست )
لعبة الضاع
هذه اللعبة من الألعاب المنتشرة في ليالي رمضان وتمارس من فئات سنية متنوعة أطفالا وشبابا ورجالا مع اختلاف بسيط في عملية تنفيذ العقاب الذي تتطلبه هذه اللعبة .
أدواتها : نواة التمر أو ما كان في حجمها من الحجارة والمعكارة وهي قطعة قماش أو شماغ تلف لفا محكما ثم تبرم برما شديدا وتجدل ويربط طرفاها الدقيقان المتدليان ربطا محكما وتستخدم للضرب على راحة يد اللاعب الذي يفشل في استخراج الضاع
والضاع هو النواة أو ما في حكمها .. ويمكن أن يلعبها اثنان من اللاعبين فأكثر وقد يصل العدد إلى خمسة لاعبين مقابل خمسة يتقابل اللاعبان جلوسا فيأخذ أحدهما الضاع ويضع يديه خلف ظهره للتمويه ويضع الضاع في إحداهما ثم يمد يديه الاثنتين إلى اللاعب الخصم ويطلب منه استخراج الضاع فإن وفق في ذلك فإنه يتبادل معه الدور فيأخذ هو الضاع ويقوم خصمه باستخراجه وإن لم يوفق فإنه يتعرض لضربة واحدة بالمعكارة على راحة اليد . ويكرر اللعب مرة ثانية .
وتزداد الصعوبة عندما يزداد أفراد الفريق لأن الضاع عندها سيتفرق بين عدد من الأيدي فيضطر مستخرج الضاع أولا أن يستبعد عددا من الأشخاص لتقل الأيدي وإذا أراد أن يستبعد لاعبا يقول له ( كلك بوش ) أي أن الضاع ليس معك فيفتح الخصم يديه إن كان كذلك ويبدأ هو في تفقد بقية الأيدي والتفرس في الوجوه لأن المسألة لا تخلو من فراسة وخبرة أما إذا لم يستطع فسوف يتعرض لضرب المعكارة .. أما الحضور فإن فقرة الضرب هي أكثر ما يستهويهم في هذه اللعبة
****************** ************ ****** على أن هناك ألعاب تمارس طول العام لم نتطرق إليها مثل كرة القدم ولعبة البلوت وغيرها أما هذه الألعاب فإنها ألعاب مرتبطة بزمن محدد لا يتجاوز الشهر ولا أحد يعرف السر في بدء زمن لعبة أو انتهائه كل ما نعرفه أن هذه اللعبة تنتشر فجأة ويهب فيها الجميع ثم فجأة يتخلى عنها الجميع بلا مقدمات ويبدأ باللعبة التي تليها وإذا كانت بعض الألعاب يمكن معرفة زمنها كالطيارات في الزمن الذي تهب فيه الرياح أوالسرت فيما بعد جداد النخل وكثرة القيلان المتساقطة من الجريد والضاع في رمضان إلآ أن الكثيرمن الألعاب لا يعرف لها سرا لابدءا ولا انتهاء .. والله الموفق