الجمعة، 25 مارس 2011

بين جمعة الرضا وجمعة الغضب

وشتان بين الرضا والغضب وبين الخير والشر وبين البشير والنفير ! صحونا في جمعة الخير على الفرح الغامر وتبادل التهاني والسرور وصحوا في جمعتهم على الويل والثبور وعظائم الأمور .. تخيلوا أنهم سيقلبون البلد رأسا على عقب وأن الشعب سيستجيب لما سيطر على أذهانهم المشوشة من تهيؤات استقوها من السكارى والمخمورين ومدمني المخدرات ممن استمرؤوا الاتصال بهم وشحن أدمغتهم بالخيالات المريضة والروايات المغشوشة وفاتهم إدراك اللحمة التي تربط نسيج هذا المجتمع الفاضل مع باني نهضته وحامي حماه برباط متين وعروة وثقى.. ولم يصحوا إلا بعد أن انقلبت هذه الخيالات هما وغما فانقلبوا صاغرين يملؤون الكون صراخا ونباحا في قنوات مأجورة أتاحت لهم فضاءاتها استعداء واستعلاء

فرحوا بثورة تونس وثورة مصر و سولت لهم أنفسهم المريضة أن ترتيبنا سيكون الثالث في عمر الثورات فحددوا المكان والزمان وانتظروا جني المكاسب وحساب الأرباح ثم صحوا من سكرتهم وإذا الدنيا كما يعرفونها وإذا الشعب الوفي صامدا يعلن الحب ويجدد الولاء .. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون .. التنسيق لم يكن كافيا .. الوقت لم يكن مناسبا .. الأمن كان كثيفا .. وفات عليهم أن يسألوا أنفسهم :

لماذا نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟


الثورات أيها الأغبياء لا تفرض من الخارج ولا تقوم بها الشعوب بالنيابة عن آبق في لندن أو مارق في طهران !! الثورات انفجار داخلي مباغت يأتي دونما تخطيط أو تحريض .. تأتي نتيجة كبت وقهر وظلم وتعسف وصبر على اضطهاد وخنوع واستغلال !


فهل نشكو نحن من شئ كهذا ؟


لا يوجد بلد في العالم يعيش الأمن كما نعيشه أو يشعر بالرخاء كما نشعر به أو تصان فيه الحقوق والأعراض كما تصان .. بلد تحفظ فيه كرامة الإنسان وينصف فيه المظلوم وينام فيه المواطن قرير عين


فلِمَ نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟


نحن نستطيع أن نقابل أي أمير أو وزير و نستطيع أن نقابل خادم الحرمين نفسه في أي وقت نشاء ونشرح له من أمورنا ما نشاء فالأبواب مشرعة والصدور مفتوحة ونجد آذانا صاغية وقلوبا واعية
لا يوجد حكام أكثر وعيا من حكامنا ( آل سعود ) ولا سياسة أحكم من سياستهم ولا تصريفا للأمور كتصريفهم .. ولقد جربناهم في مواقف متعددة فوجدنا فيهم الحكمة والتدبير وحسن التقدير و اختيار الحلول الناجعة لجميع الأزمات بما يجعلنا نشعر بالأمن والأمان ونرفع الرؤوس فخرا وابتهاجا بما يقال فينا وما يحكى عنا


في حرب الوديعة عام 1389 هـ وفي دخول جهيمان الحرم عام 1400هـ وفي حرب الخليج عام 1991م وفي الحرب على الإرهاب وفي كبح جماح الحوثيين وفي المواقف المشرفة من قضية فلسطين وكلها مواقف تثبت أن أموالنا وأنفسنا وأعراضنا في أيد أمينة.


فلِمَ نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟


لم نجد أعدل من آل سعود ولا أحلم منهم ولا أكثر منهم بحثا عن رفاهية الشعب ومنذ تأسيس هذه الدولة على يد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله إلى اليوم وهم يحملون مشاعل الهدى والصلاح ويحكّمون شرع الله ويأخذون بأسباب التقدم والازدهار


بل أنهم سبقوا شعوبهم في الأخذ بأسباب الحضارة والتطوير .. يروي التاريخ أن آل سعود أول من أدخلوا المخترعات ووطنوا الشعب على استخدامها .. أدخلوا البرقية والناس يقولون أنها هاتف إبليس وأدخلوا الراديو وهم يقولون أنه حديث الجن وأدخلوا السيارة وهي حصان إبليس وبنفس العزم والتصميم أدخلوا تعليم الأولاد ثم تعليم البنات وسط معارضة شديدة وها نحن اليوم نتلقف أحدث ماتنتجه التكنولوجيا وما ترمي به معاقل الحضارة .. سبقنا الشعوب في استخدام التلفزيون والهاتف الجوال والفضائيات وحتى الإنترنت الذي سخره المارقون لمآربهم الدنيئة ملوكنا هم الذين أدخلوه وهيؤوا الناس لاستخدامه .. وجميع ما حصلنا عليه من مكتسبات وما تحقق من منجزات هو نتاج جهدهم وحرصهم على رفاهية شعبهم


فلِمَ نثور ؟ وعلام نتظاهر ؟


هل يظنون أننا سنفرط بكل ما تحقق من أجل مسعر نار أو فقيه غفلة زعم أنه سيحقق العدالة الاجتماعية ويزيل الفوارق بين الطبقات فيتساوى في نظره الخلق جميعا في معارضة صريحة لحكمة الله التي شاءت أن يكون هناك غني وفقير وأن يرفع بعض الناس فوق بعض . ولا مبدل لمشيئته . قال عز وجل :


أهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَة رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ .


لا يوجد بلد في الدنيا لا قديما ولا حديثا ليس فيه فقراء .. هناك فقراء في أمريكا وفقراء في اليابان وفقراء في بريطانيا ومهما حرصت الدولة فلن تزيل الفقر من الدنيا ولكن مما يحسب لمليكنا وحكومتنا أن هذا الهم يشغلهم ويملأ عليهم تفكيرهم ويسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى معالجته ولقد رأينا ملكنا المحبوب وهو يتفقد الفقراء ويزورهم في منازلهم وتدمع عينه شفقة عليهم .. هذه الدموع الغالية هي دليل إيمان بحكمة الله تعالى ومؤشر على أنه سيعمل ما بوسعه من أجل إصلاح أحوالهم وقد فعل .. فبنى المدن لإسكان الفقراء في مختلف مناطق المملكة ورفع المخصص من الضمان الاجتماعي بما يكفل العيش الرغيد ورفع الحد الأدنى للمتقاعدين وأمر بمكافأة العاطلين وإسكان جميع المواطنين ومراقبة الأسعار ومكافحة الفساد وما زالت الهبات تترى والعطايا تتواصل ورغم ذلك سيظل هناك غني وفقير ولن يخدعنا أحد بعد اليوم باستغلال أحلام البسطاء والعزف على مواطن الجراح وتأجيج مشاعر السذج تحت تأثير شهوة السلطة وأحلام الثراء .


نحن نعيش بخير ومصيرنا إلى خير بإذن الله مع آل سعود بل أن الخير فاض حتى شمل جميع بقاع الدنيا فقد بلغ إجمالي المساعدات والقروض التي قدمتها المملكة للدول النامية من خلال المؤسسات متعددة الأطراف خلال ربع قرن نحو 121 مليار ريال. كما قدمت مساعدات للدول المتضررة خلال نفس الفترة 582 مليار ريال ولم تسمع بنائبة من النوائب أو جائحة من الجوائح تجتاح شعبا من الشعوب إلا سارعت بتقديم يد العون والمساعدة دون منٍّ أو أشتراط أو تدخل في شؤونه الداخلية ، لأنهم يعلمون أن المال مال الله وأنهم مستخلفون فيه ومؤتمنون على إنفاقه .


فمن ذا الذي يثور على وضع كهذا إلا من كان به لوثة من خبال أو يعيش تحت أوهام الخيال


أما نحن فسنظل مخلصين لحكامنا من آل سعود ونفتديهم بأموالنا وأنفسنا وسنثيرها مظاهرات حب ووفاء ونعلنها تجديد بيعة وولاء ونمد أكفنا بالضراعة والدعاء بأن يحفظ الله علينا أمننا ويحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين ويطيل في عمره في صحة وعافية وعمل صالح مقبول .. آمين

هناك تعليقان (2):

طارق القاضي يقول...

أستاذي القدير أحمد الجهني
أحييك على شعورك الوطني الصادق وقلمك الرصين الذي يحمل فكرا واعيا وأدب جم.
ولاشك في أنك تتحدث بلسان الشعب الواعي المثقف الذي يحب مليكه ووطنه.
كل الشكر والتقدير لهذا السمو.
تقبل تحياتي

أبو رامي يقول...

الشاعر القدير طارق قاضي أشكر لك حسن ظنك بأخيك وفقك الله