الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

من طرائف الكسرات


مقالات نشرت في جريدة البلاد

مقدمة :

سوف أتناول في هذه السلسلة ( بعون الله تعالى ) الجانب الترفيهي للكسرة المعتمد على الطرفة والدعابة ، وإشاعة روح التفاؤل والسرور المنبعث من الممازحة اللطيفة بين الأصدقاء والزملاء والإخوان. وهو جانب معروف في الشعر العربي بـ " شعر الإخوانيات "
بيد أن المهتمين بشؤون الكسرة وشجونها لم يوفوه حقه من البحث والتقصي والدراسة ، بحجة أن الكسرات من هذا النوع لا ترتقي إلى الجودة المطلوبة ، والإبداع المنشود ، وإنما هي مجرد أبيات عابرة وليدة لحظتها . يستمتع بها السامع في ذات اللحظة ثم تذهب أدراج الرياح .
والحقيقة أن هذا النوع من الكسرات يسجل الواقع الاجتماعي بدقة متناهية ، ويصور العادات والتقاليد الاجتماعية ، ويرصد كثيرا من ملامح التراث الثقافي للبلد ، كما سوف يظهر وهو حري بالمتابعة والاهتمام .

 
 الحلقة الأولى

أزمع الشاعر محمود النبيهي و نفر من أصدقائه على قضاء بعض أيام الصيف في ينبع النخل ، للتمتع بجوها اللطيف وشجرها الكثيف وعيونها الجارية وبلابلها الصداحة ( حينذاك ) .
وهم في طريقهم إليها مروا على صديقهم الشاعر الكبير حامد النبيهي في ينبع البحر ، لرؤيته والسلام عليه . فطلب منهم الانتظار عنده وتناول طعام الغداء ، ولكنهم رفضوا وأخبروه أنهم يشتهون تناول السمك في ينبع النخل حيث أن له مذاقا آخر هناك . وألح عليهم بالموافقة ولكنهم رفضوا .
وبالفعل ذهبوا إلى سوق السمك واشتروا منه ( بيعة من السمك ) وواصلوا طريقهم إلى ينبع النخل . وقبل أن يتجاوزوا منتصف الطريق تعطل عليهم الجيب الذي كانوا يستقلونه فعادوا أدراجهم إلى البلد لإصلاحه ، وانطلقوا ولم يكادوا يتجاوزون المكان الذي تعطل به الجيب حتى تعرضت إحدى عجلاته لعطب وأخذوا وقتا طويلا لإصلاحه . ومع طول المدة وشدة الحرارة تلف ما كانوا يحملونه من سمك فقاموا بالتخلص منه برميه في الصحراء .
ولما سمع الشاعر حامد النبيهي بما حصل لهم أرسل لهم الكسرة التالية :

 
قالوا لنايـوم  سنَّدتُـوا
والجيب بالدرب  خربتوه
ثلاث مـرات  عودتـوا
والرابعه الحوت طشيتوه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سندتوا : سافرتم إلى ينبع النخل و "المسند " بتشديد النون مع كسرها هو المسافر من ينبع البحر إلى ينبع النخل ، وعكسه " الحادر " وهو المسافر من ينبع النخل إلى ينبع البحر 

 
الحلقة الثانية

أراد الشاعر همام القائدي أحد شعراء الكسرة البارزين والذي يطلق عليه لقب " ملك المردود " أراد هذا الشاعر أن يداعب صديقه الشاعر حامد النبيهي ، فأوصى أحد أصدقائه المسافرين إلى ينبع واسمه علي أن يمر عليه لحظة سفره ليرسل معه كسرة إلى حامد .
ولكن علي هذا نسي ولم يتذكر الكسرة والمرور على همام إلا بعد وصوله إلى ينبع .. فما كان منه إلا أن مر على الشاعر حامد النبيهي ـ وكان حينئذ يعمل حارسا لخزان المياه في ينبع ـ . وقال له : أن هماما أراد أن يرسل لك كسرة معي ولكني نسيت أن آخذها منه . فقال له حامد : لا بأس ولكن في طريق عودتك إلى جدة ائتني .
ولما جاءه قال له أبلغ سلامي إلى همام وسلمه هذه الكسرة :
 
جانا علي بلغ  الإعـلان
من يمكم يوم وصيتـوه
محسوبكم حارس الخزان
يطلب عفو والقرار الغوه
الأوله اخزوا  الشيطـان
والثانيه فالـذي قلتـوه
والثالثه دونك  الميـدان
والرابعه جهدكم سـووه
ارفع علم وانذر  العربان
عن مال قاصر توليتـوه
قواتنا الآن في  ذهبـان
جنديهم مايْعَرْفَ  اخـوه

 
الحلقة الثالثة

أهالي مدينة ينبع كشأن أهالي المدن الساحلية عموما يحبون أكل السمك ويتفننون بطهيه ، ويصنعون منه أطباقا شهية عديدة منها المشوي والمقلي والمسلوق ، ويكاد يكون السمك الوجبة الرئيسية في غالب البيوت (الينبعاوية ) . ويشجعهم على ذلك وجودهم بجانب البحر وتوفر السمك طازجا .
وهناك نوع من السمك المجفف لا يقل جودة وطيب مذاق عن السمك الطازج وهو " الحوت الناشف " كما يطلق عليه هنا .
.
ويقبل السكان على تناول هذاالنوع من السمك في الصيف ، حيث يطيب أكله مع الرطب ، ويباع بأسعار خيالية ، حيث يتجاوز سعر القرص الواحد ( وهذا اسمه المتعارف عليه عندما يكون جافا ) بأكثر من ثلاثين ريالا بينما لا يتجاوز قيمة السمكة الواحدة الطازجة منه خمسة ريالات .
وله طريقة خاصة في التناول . يتحلق الآكلون فيها حول صحن من الرطب ويتناول كل منهم القرص ويقطع منه قطعة من اللحم الجاف ( مسرة ) بطريقة لا تخلو من مهارة وفن، ثم يناوله الذي بجانبه ليأخذ نصيبه وهكذا ...
وفي جلسة أكل مثل هذه جمعت الشاعر أحمد علي هيرون بمجموعة من أصدقائه رأى أحدهم يستعجل وصول القرص إليه فقال مرتجلا :
أشوفـك تطـل متحسـر
وما اقدر أعدِّيك عن زامك
لما يجيك السـرا مسِِّـر
لأن فيـه نـاس قدامـك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسِّر : اقطع المسرة وهي قطعة من السمك الجاف
 
 
الحلقة الرابعة

بمناسبة الحديث السابق عن السمك الناشف وجودته وطيب مذاقه ، يطيب لي اليوم أن أقدم فكرة مبسطة عن طريقة صنعه .
يقوم الصيادون العاملون بهذه الحرفة أولا باختيار السمك المناسب وتهيئته بطريقة خاصة تعتمد على شقه بطريقة طولية وتنظيفه ومن ثم تعريضه لأشعة الشمس مدة كافية حتى يجف , وهذه الأشعة مع الأملاح المشبع بها السمك كافيتان لإنضاجة دونما حاجة إلى تعريضه للنار . وعادة ما تتم هذه العملية في إحدى الجزر الواقعة في عرض البحر . بعيدا عن القطط والكلاب ، وبعض الحشرات والدواب .
وبعض الناس يقومون بتجفيف كميات قليلة لاستهلاكهم الشخصي في منازلهم .
وقد قام أحدهم بهذه العملية في سطح منزله ولما جاء في اليوم التالي ليتفقد السمك وجد أن أسرابا من النمل قد هاجمته ففكر في طريقة يبعده فيها عن متناول النمل . فلم يجد وسيلة أفضل من أن ينشره على الصحن الفضائي ( الدش ) .
فبلغ هذا الخبر صديقه الشاعر الرائع الأستاذ طه بخيت الذي لم يكذب خبرا ، فأرسل له الكسرة التالية :

قالوا لنا وقلـت مـو معقـول
بيعه مـن الحـوت منشـوره
تناقلتـهـا وكـالـة  قــول
اللـي بالأخبـار  مشـهـوره
من خوف بعض البسوس تفول
أو تدخـل البيـت مـعـذوره
حافظ على ارسالها لا  يطـول
وارجوك لا تشفـر  الصـوره


الحلقة الخامسة

هذه الكسرة من الكسرات الغريبة والنادرة لأنها مبنية على الحركة ، و يستحيل علي المتلقي فهمها دون أن يشاهد إشارة الراوي المقترنة مع الإلقاء ..
والبداية أننا في صيف عام 1391هـ قمنا برحلة إلى مدينة أملج مع مجموعة من ألأصدقاء ، وكانت الرحلة شاقة وعسيرة ، فلم يكن الطريق إليها معبدا آنذاك ، ولم تكن السيارات بالرفاهية التي هي عليها اليوم . وقبل الوصول إلى أملج تعترض طريقك منطقة ( القواق ) حيث يصبح البحر الهادر على يسارك والرمال المتلاطمة على يمينك ، ولا مناص من عبورها إلا بأن ينتظر قائدو السيارات لحظة انخفاض منسوب البحر ( الجزر ) فيجتازونها من مضيق لايتجاوز عرضه المترين وبطول عشرة كيلومترات تقريبا ، ولكنهم بمهارة تدربوا عليها يجعلون عجلات الجانب الأيمن للسيارة في اليابسة وعجلات الجانب الأيسر في البحر وينفذون بطريقة لا تخلو من المغامرة المشوبة بالحذر والخوف .
وهناك استقر بنا المقام في مزرعة للشيخ عوده بن عايد المرواني ، وهي مزرعة وارفة الظلال ، كثيفة الأشجار ، بها أصناف متعددة من الفواكه المتنوعة ، التي تسر الناظر وتبهج القلب . الشئ الذي أنسانا متاعب السفر .. وكان أحد رفاق الرحلة الشاعر خفيف الظل الأستاذ ابراهيم أبو جلاس فقال بروح الدعابة التي يشتهر بها :
 
فبستان عوده ابن عايد
والله كذا : حبة  المنقا

وأشار بيديه الاثنتين عند كلمة كذا ليوضح لنا حجم الثمرة .. فاستغرقنا جميعنا في ضحك متواصل ، قبل أن يكمل كاتب السطور:
 
ومن الجنى طلعها زايـد
تاكل كذا : وانت ما ترقى

وبإشارة أيضا لعملية التناول من الشجرة إلى الفم .
 

الحلقة السادسة

عزم أحمد الزليباني على زيارة ابن عمه حمدان الزليباني في ينبع النخل لرؤيته والسلام عليه ، وكان رفيقه في سفره الشاعر الكبير جميل الريفي والد عميد الغباوي محمد جميل . وعندما وصلوا إلى هناك مروا بجانب مزرعة حمدان الزليباني . ورأوا قنوان البلح دانية ، فاشتهوا أن يتذوقوها ، فطلب جميل من أحمد أن يرقى إلى النخلة ويأتي له ببعض الرطب ، وبما أن الوقت كان قبيل المغرب والرؤية محدودة ، لم يشاهدوا حمدان الذي كان مضطجعا بجانب جدار بجوار هذه النخلة .
وعندما صعد أحمد إلى النخلة .. وجد أن أكثر رطبها ( مفغي ) فنادى على جميل وقال له : ألم تجد غير هذه النخلة لنجني منها إنها ( مفغية ) فقال له جميل :
كب الفغو والقط الغيني
الليل عجل لنا ذلـوان

وكان حمدان يسمع مادار بينهما من حوار دون أن يعلموا . فما كان منه إلا أن أكمل :
 
وحطها بفمك واعطيني
قدام لا يشوفنا  حمدان

وكانت مداخلة ظريفة بالفعل رحمهم الله جميعا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفغو / حبة الرطب تجف قشرتها ، وتضمر ثمرتها فيصبح طعمها غير مستساغ
الغيني / الرطب الفاخر 
 

الحلقة السابعة

الشاعر محمد مفوز أبو شعبان ( رحمه الله ) أحد شعراء الكسرة العظام ، وله صولات وجولات في ساحات الرديح ، وفي المراسلات . قابل جميع عمالقة الشعر في عصره ، ودارت بينه وبينهم الكثير من المحاورات الخالدة المسجلة في ذاكرة الرواة .
وهو إضافة إلى ذلك شاعر خفيف الظل يتمتع بروح الدعابة والمفاكهة والظرف . ولا تخلو أشعاره من هذه الروح التي تذكرك بالشاعر العباسي بشار بن برد.
ومن كسراته الطريفة هذه الكسرة التي أوردهاالأستاذ القدير خلف أحمد عاشور في كتابه أيام وأيام ، عرضا وهو يتحدث عن معاناة أهالي ينبع في القـديم من شح المياه ، واعتمادهم على ما تنتجه
الكنداسة من ماء قليل ـ وإن لم يشر إلى قائل الكسرة أو مناسبتها ـ إذ يقول :
"
أن الشاعر سطرها في قرطاس بعث به إلى مدير الكنداسة يستحثه بل يحرضه تحريضا عجيبا على إيقاف مكائن الكنداسة عن العمل لمدة شهرين .. لماذا ؟ لست أدري ؟ " والكسرة تقول :
 
لا تحركون المكاين  كان
مني إجازه لكم شهريـن
آنا أجي والزم الأركـان
واملا التوانك بدمع العين

وإجابة على تساؤل الأستاذ خلف تقول الرواية : أن للشاعر صديقا كان يعمل موظفا في الكنداسة ، وهو يريد أن يمنح هذه الإجازة ليكون بصحبته خلالها .
ومن كسراته الطريفة 
 
الكل حظه معه في  فوز
والحظ عيّا معي يرقـى
الناس تاكل هريسه بلوز
آنا أدوّر فجل ما  القـى

وله أيضا 
 
الكل حظه معـه بهـرج
يمشي معه فالحياة مريح
وآنا الذي حظي  الأعرج
قليل يمشي معي ويطيح

وطرافة هذه الكسرة تكمن في أنه يعرض بنفسه في وصف الحظ بالعرج الذي كان يعاني منه .
والمقام لا يتسع لذكر أمثلة كثيرة ، ولكنها معروفة على كل حال ومتداولة بين عشاق الكسرة .

السبت، 6 نوفمبر 2010

خلف أحمد عاشور

أديب الأيام 
خلف أحمد عاشور سبيه 
منصف الأحياء والموتى


عندما أتذكر الأديب خلف عاشور سبيه تستدعي الذاكرة أمير الشعراء أحمد شوقي حين رثائه لشاعر العربية الكبير حافظ إبراهيم عندما قال


قد كنت أوثر أن تقول رثائي *** يا منصف الموتى من الأحياء


مشيدا بوقفة الشاعر الصادقة مع من طواهم الموت وتصديه للدفاع عنهم والذود عن حقوقهم إلى الدرجة التي تمنى فيها أن تكون وفاته قبله ليحظى منه بالإنصاف الذي عرف عنه


هذا الإنصاف الذي أِشار إليه أمير الشعراء في شخصية شاعر العربية أجد فيه شبها كبيرا بالرجل العظيم خلف أحمد عاشور يدفعني للإعجاب بشخصيته في إنصافه للأحياء والأموات من أبناء مدينته ينبع التي عشقها حتى النخاع وأصبح حديثه عنها هو الشغل الشاغل لرجل له من المشاغل العظيمة ما يلهيه عن كل شاغل .. ولكن الوفاء والإخلاص والحب الذي يكتنزه الرجل لينبع وأهلها يدفعه لأن يكون الأول في كل أمر يخصها بدءا من اشتراكه في تمثيلها في أربعة وفود للملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى إلقائه كلمة الأهالي في زيارة الملك سعود لينبع إلى مشاركته في النشاط الرياضي بتأسيسه أول فريق لكرة القدم فريق رضوى ( القديم) لشباب ينبع وليس آخرها تأليفه ثلاثة كتب قيمة تتحدث في جلها عن ينبع عارضا أخبارها ومشيدا بتاريخها وتاريخ أهل ينبع أحياء وأمواتا عارضا مناقبهم ومذكرا بسيرتهم


كان أول الكتب الثلاثة ( أيام وأيام ) لبعض صور اختزنتها الذاكرة في مراحل العمر الذي ولى ـ كما يقول ـ فيها بعض الصور من البلد الذي به ولدت هناك بين الخليجين قريبا من رضوى الأشم تحفل بمراحل العمر الأولى


ثم جاء الكتاب الثاني ( ما لم تقله الأيام ) وكأنه استدراك على بعض ما تركه الكتاب الأول وتظهر فيه صفة الإنصاف التي ذكرناها آنفا في قوله في مقدمته
أما ماتم وضعه من رثائيات لبعض الأحبة الذين رحلوا عن هذه الحياة واستقرت أجسادهم تحت الثرى فليس ذلك من قبيل رصد مشاعر خاصة أحسب أنها تعبر عن بعض الوفاء لبعض من رحل لأن الكثير دأبوا على نسيان الذين مضوا ورحلوا عن هذه الحياة حتى لو كان للكثير من هؤلاء الأحبة بصمات من الخير وجوانب من أعمال سوف تظل محل اعتزاز وحب وإكبار قد لا يحس بها الكثير
كما أنه سجل في هذا الكتاب نماذج من الأدب الرفيع لأبناء ينبع (شعر الكسرة ) وجعل له منه حظا وافرا


وخاتمة الكتب الثلاثة ( ما استبقته الأيام ) ممن بقوا في الذاكرة أنصف فيه أمواتا أدوا خدمات جليلة ولكن الأضواء لم تسلط عليهم لسبب أو لآخر كما جاء فيه ذكر أناس لم يكونوا في الواجهة ولكن كانت لهم أعمال غير مرئية بعض منهم فقراء ولكن كانوا يعيشون في سعادة مما غمرهم الله من قناعة وإيمان قوي


هذه الكتب الثلاثة التي تدور في فلك الأيام حلوها ومرها بما يحق لنا معه أن نطلق عليه لقب ( أديب الأيام ) بلا منازع هي في حقيقتها أسفار خالدة تحمل الحب لينبع وأهلها إضافة لما تحمله من حب لأماكن أخرى من ربوع بلادنا العزيزة كان له فيها مقام وذكريات


أما في مجالسه الخاصة فإن ذكر ينبع لا يفارق لسانه أبدا ويكاد ميناء ينبع وإعادته إلى العصر الذي كان يذكره عليه يشكل له هاجسا كبيرا لا يخلو له حديث حوله ولا يجمعه مجلس بأصحاب الشأن إلا كان حديثه عن ينبع سابقا لحديثه عما هو بصدده


وهو أيضا لم ينقطع عن ينبع وأهلها ومناسباتها ولقاءاتها بل أنه اتخذ له دارا تطل على شاطئ الشرم في ينبع يتقاطر عليه محبوه كلما زارها يأنسون بحديثه ويستأنسون بآرائه يكون فيها مضيفا لا ضيفا حتى لا يثقل على أحد من محبيه وإنك لتعجب من أمر هذا الرجل كيف يخص كل زائر له بجزء من وقته واهتمامه دون أن يشغله أحد عن أحد أو يستأثر به قريب عن غريب .


هذا هو الحب الذي يدفعنا لأن نحبه فنحن مدينون لكل من يحب ينبع ويسعى لرفعتها ولمن يخصها بشئ من اهتماماته فما بالك بمن هي كل اهتماماته
أسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء
وأن يوفقه لما يحب ويرضى
وأدعو جميع أبناء بلدي إلى اقتناء كتبه الثلاثة ففيها كل الفائدة والمتعة التي تعود على مقتنيها بالنفع وهي أقل ما يجب علينا من الوفاء والإخلاص ومبادلة المحب لينبع حبا بحب ووفاء بوفاء
والله الهادي إلى سواء السبيل

عاشق التراث فيصل سالم


عاشق التراث فيصل سالم النزاوي


في هذا المكان تجد الماضي والحاضر والقديم والجديد والأصالة والمعاصرة

غيابي عن مدينتي ينبع زاد من ولعي بماضيها وحبي لتراثها


في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المحبة مطالبة بإنشاء دار للتراث أو متحف وطني يحافظ على ماتبقى من موروث جميل استطاع رجل من بلدي أن يجمع الماضي والحاضر والقديم والجديد والأصالة والمعاصرة في استراحة ملحقة بمنزله
دعاني الصديق أبو سفيان لرؤية هذه الاستراحة بعد أن نسق مع صاحبها عاشق التراث وابن ينبع البار الرائد فيصل سالم الجهني .. ذهبت معه حتى أوقف سيارته بجانب إحدى الفلل في حي البندر لا يختلف شكلها عن مثيلاتها في الحي إلا بمزيد من الفخامة ، وعندما دلفنا البوابة الخارجية لفناء الفيلا انقطعت صلتنا فجأة بكل مايمت للحاضر بصلة ، وانفتحت أمامنا كوة نطل منها على الماضي الجميل فهذه منازل ينبع القديمة برواشينها العالية ومشربياتها الجميلة ، وهذه القناديل و الأزيار والشراب وهذه عين الماء وهذا البئر والدلو والساقية وهذا بيت الشعر والدلال والوجار والرحى ، وكل ماتراه يشدك نحو ماض عريق ويعرض لك بيئة متناغمة تسر العين وتشرح الصدر
وكان مضيفنا كريما فتح لنا قلبه وبيته وعقله ،فكان لنا معه هذا اللقاء



بادرته منبهرا : ما هذا الذي نراه ؟
قال مبتسما هو تزاوج التاريخ والجغرافيا

ولكن كيف تولدت الفكرة ؟
أنا ابن ينبع وفيها مواطن صباي ومراتع طفولتي ، ومازلت اذكر أزقتها الترابية ومبانيها الحجرية وحواريها القديمة وبعضا من ذلك الزمن الجميل الذي لا يعترف بالفواصل بين بيت وبيت أو بين جار وجار فكل البيوت بيوتنا وكل الآباء آباؤنا وكل الأمهات أمهاتنا ، وفي الغربة باتت هذه الصورة ماثلة في خيالي ، وضربت جذورها في شغاف القلب عشقا للسكان والجدران





حدثنا عن الغربة
غبت عن ينبع من تاريخ 1409هـ عندما التحقت بالكلية البحرية بالجبيل وفي عام 1412هـ صدر تعييني ضابطا (معلم بمعهد حرس الحدود بجده) وفي عام 1422هـ انتقلت الى منطقة تبوك ومكثت فيها إلى أن انتقلت إلى ينبع في 1/8/1425هـ وطيلة هذه الفترة وحب هذه البلدة يعتمر الفؤاد ويبعث الشجى والحنين ، وحينما استقر بي المقام كان شغلي الشاغل هو أن أجسد صورة الماضي الجميل الذي عايشته سايقا في الحاضر الزاهي الذي أعيشه حاليا اعتمادا على ماتركه هذا الماضي في تفسي من انطباع جميل تبرز أجمل مظاهره في بساطة الناس وطيب سجاياهم وسلامة طواياهم فكانت هذه الاستراحة

بم توحي لك هذه الأجواء ؟
هذه الأجواء تعيدني إلى ذلك الزمن الجميل ، وتفتح لي نافذة أتطلع منها إلى مرابع الصبا ومراتع الطفولة وأنا بطبعي أحن إلى هذا الماضي وأعشق هذه الدور التي عاش فيها آباؤنا وأجدادنا وأستوحي مما أراه الكثير من القيم التي اندثر معظمها بفعل الحضارة الحديثة ومجرد النظر إليها يمنحني إحساسا بالراحة والمتعة فتجدني أقف أمامها بالساعات تأملا واستدعاء ذكريات وكنت لاأترك مناسبة إجازة إلا وأزور فيها ما تبقي من هذه المنازل وأتخيل أجدادنا وهم يكابدون قسوة الحياة وشظف العيش ورغم ذلك استطاعوا أن يخرجوا لنا مثل هذه الروائع الخالدة من النقوش الفريدة في الرواشين والمشربيات



كم أخذت من الوقت في بناء هذه الاستراحة ؟
أخذت ما يقارب العشرة شهور ، وكان عملي بها متزامنا مع إنشاء الفيلا الخاصة بي ولكن اهتمامي بهذه الاستراحة كان أكبر ، والجهد الذي بذلته أكثر

هل واجهتك صعوبات في إنشائها ؟
الصعوبات تكمن في قلة الأيدي العاملة المدربة التي تتقن البناء القديم ، وعدم قدرتها على تخيل طرز البناء وعدم توفر مواد البناء القديمة ، ولذلك فلا بد من وجودي دائما ومتابعتي لكل صغيرة وكبيرة فالعماله الاجنبيه التي قامت بالبناء لا تعرف ما أريد فعله من بناء ورواشيين وشبابيك وأبواب ... الخ كما واجهتني أيضا مشكله الطبقه الخارجيه للمباني حتى ظهرت بهذا اللون الطيني القديم ،وايضا تلوين الأبواب والرواشين لم تظهر بهذا اللون العتيق الا بعد خوض أكثر من تجربه






ولكن كيف استطعت أن تكتسب هذه الخبرة وأنت كما يبدو لم تعاصر أساليب البناء القديمة؟
نعم انا صغير السن ولكني لحقت بشيئ قليل من الماضي واستعنت كثيرا بالوالد والوالدة والعم عبدالله باجنيد اطال الله في اعمارهم وكنت اخذ منهم الأفكار والاقتراحات .. ولا أنسى أخي الأستاذ/ أحمد الجهني الذي كان ملازما لي بشكل دائم فهو يعشق التراث مثلي وقمنا معا بكثير من الزيارات المتعدده للأماكن القديمه كما قمنا بتصويرها للاستفاده منها حتى ظهرت الاستراحة بهذا الشكل المشرف

والآن وقد تكونت لديك الخبرة العملية من خلال بناء هذه الاستراحة ، هل يمكن أن تقدمها للمساهمة في إحياء بعض الحواري القديمة ؟
ليس لدي أحب من ذلك فقد أصبح لدي الآن فكره متكامله عن كل شىء بل أنني أتمنى أن تتاح لي فرصة الاشراف على بناء حي متكامل مثل الاحياء القديمه الموجوده حاليا وأطالب أبناء ينبع بالمساهمه في بناء سوق متكامل كالأسواق التي كانت موجوده سابقا مثل ( سوق الليل ) ليصبح معلما من معالم مدينة ينبع يرتاده الزوار والمتنزهين ، وأنا على أتم الاستعداد للمساهمة في ذلك





ألم تفكر في إتاحة الفرصة لعاشقي التراث لزيارة هذه الاستراحة أو تأجيرها مثلا ؟
أنا عاشق للتراث ، ويسعدني أن أرحب بكل عاشق مثلي للمشاركة والاستمتاع وإبداء الرأي والمشورة ، أما بالنسبه لموضوع تأجير الاستراحه فلا أخفيكم أنني فكرت في هذا الأمر فعلا بعد طلب وإلحاح من بعض الأصدقاء ، ولكن كما ترى الاستراحه تحتوي على تحف وشراب وفوانيس وكثير من المقتنيات الثمينة ، وتأجيرها قد يؤدي إلى عبث الأطفال بهذه المحتويات .
ولذلك فأنا لا أمانع من تأجيرها على أن يقتصر ذلك على المناسبات الرجاليه والنسائيه فقط والخاليه من الأطفال





ماسبب التسمية ( استراحة الأصالة ) ؟
قمت بتسمية استراحة الاصاله بهذا الاسم لان الاسم موجود قبل الاستراحه فالاصاله مقرونه بالتراث والماضي فلا يوجد اسم يناسبها الا هذا الاسم وهو عنوان وليس اسم.



هل من كلمة أخيرة ؟
يسرني أن أحمد الله عز وجل وأشكره على أن وفقني كما أشكر الذين ساعدوني على بناء هذه الاستراحه سواء بالافكار والاقتراحات أو أي مساعدات أخرى كما أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لقادة المجالس الينبعاويه وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل / عواد الصبحي والاستاذ الفاضل/ أحمد ظاهر الجهني على هذه الزيارة الكريمة وهذه التغطية التي تدل على حبهم واهتمامهم بالتراث الأصيل .. وأتمنى أن يسعى كل ابن من أبناء ينبع على الرفع من مستوى هذه المدينة بأي شىء يستطيع عمله كما أرجو من المسؤلين وعلى رأسهم رئيس بلدية محافظة ينبع ومدير ادارة التربيه والتعليم بالمحافظه على ما تبقى من التراث والمساهمه في بناء حي متكامل من الاحياء القديمه مزود بسوق تباع به الاثار والمقتنيات القديمه بالاضافه الى الارزاق والمأكولات الشعبيه ليكون معلما تراثيا تهفو إليه الأفئدة وترتاح لمرآه النفوس



القديم في الخارج والحديث في الداخل

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

خليفة الدريبي رحمه الله




 
أجراه أبو رامي



عندما دلفت من البوابة الرئيسة للمبنى الأنيق لإدارة فرع الثروة السمكية بمحافظة ينبع ، أول ما استرعى انتباهي على غير العادة في الإدارات الحكومية وجود لوحة أنيقة كتب عليها عبارة : اخلع حذاءك هنا ، وما إن اجتزت الباب الزجاجي ، حتى فوجئت بأن المبنى مفروش بالكامل بأفخر أنواع الفرش ، ودهشت من مستوى النظافة التي تشع من أجواء المكان فالعين لا تقع إلا على كل ما هو نظيف ، والعبير الطيب يفوح في أرجاء المكان رغم ما يشغله المبنى من كائنات بحرية محنطة أو محفوظة ، فأدركت حينها سرهذه العبارة .
أستقبلني المسؤول الأول الأستاذ خليفة سليمان الدريبي مدير الفرع بحفاوة بالغة وترحاب كبير ، وفنجان قهوة عربي ، عرفت بعدها أن هذا الاستقبال والحفاوة والبشر هو ديدن كل العاملين في هذه الإدارة التي يرتادها يوميا أكثر من خمسين فردا ما بين مراجع وزائر لمتحف الأحياء البحرية الموجود في داخل المبنى .
اصطحبني أبو ممدوح بجولة في أرجاء المتحف ، وأطلعني على جمييع المعروضات ، فهناك عروس البحر ، والقرش النمري وهما من الكائنات البحرية الضخمة التي تسترعي الانتباه ، وكذلك القرش الذئب ، وبعض أنواع الحيتان والأسماك الكبيرة ، والشعاب المرجانية ، وبعض المقتنيات التراثية المتعلقة بالبحر والصيادين ، وتطور صناعة أدوات الصيد ، وكثير من الأشياء الجديرة بالزيارة والاطلاع ، مما يعد بحق معلما حضاريا بارزا و مفخرة لهذا البلد .
وكان أبو ممدوح يتحدث عن هذه المقتنيات ، وعن عمل إدارته بعشق ظاهر الشئ الذي أغراني بأن أستأذنه بإلقاء الضوء على ما تقوم به هذه الإدارة الفريدة ، وما يحويه هذا المتحف .. عبر موقع المجالس الينبعاوية على الإنترنت ، فرحب بذلك وكان سؤالي الأول :


منذ متى تأسست هذه الإدارة ، وما هو العمل الذي تقوم به ؟

تأسست هذه الإدارة في 16/10/1414هـ
وكان تأسيسها مبنيا على اعتبار أن قطاع الثروة السمكية بالمملكة العربية السعودية يعتبرواحدا من القطاعات التي تساهم في حل مشكلة البروتين الحيواني ، ولذلك أولت الدولة اهتماما بالغا لحماية مصادر الإنتاج في المياه الإقليمية ، والعمل على حسن استغلالها ، وهي تقوم بالمهام التالية :
• إخراج وتجديد رخص صيد الأسماك للحرفيين ، ولعمال الصيد السعوديين وغير السعوديين
• إخراج وتجديد رخص صيد الأسماك المؤقتة لعمال الصيد غير السعوديين ، وأبناء الصيادين .
• إخراج وتجديد رخص الغوص للمدربين والمساعدين والغواصين وكذلك الرخص المؤقتة
• تسجيل وتجديد ونقل ملكية وسائط الصيد ، وإلغاء التالف منها .
• دراسة احتياج الصيادين للوسائط ولوازم الصيد حسب طلب الإقراض من البنك الزراعي.
• منح شهادات الاستقدام لعمالة الصيد حسب أطوال المراكب.
• أخذ المعلومات عن المصيد ، وجهد الصيد لزوم برنامج الإحصاء السمكي ورصدها .
• تنظيم نقل الصيادين من مرسى إلى آخر أو من محافظة إلى أخرى.
• تحصيل الغرامات من مرتادي البحر المخالفين للوائح .
• القيام بعمل زيارات ميدانية للمراسي ، ومتابعة الصيادين .
• متابعة آثار التلوث للبيئة البحرية ، وخاصة وقت حدوث الكوارث .
• إصداربعض النشرات العلمية الإعلامية للحفاظ على الثروة السمكية ، والأحياء البحرية الأخرى .
• يعمل الفرع بالتنسيق مع قيادة حرس الحدود وحماية البيئة والبلدية على حماية الأحياء البحرية ، و الشعاب المرجانية من التدمير والتلوث في حالات الدفن والردم ، والتجريف وخلافه .
• القيام بشرح وتوضيح أهمية المعرض المقام بالفرع والأشياء التي يحتويها للزائرين.
• فحص وتشريح بعض الأسماك لمعرفة أسباب الوفاة .
• الإشراف على المزارع السمكية ، وتقديم المشورة العلمية والعملية لأصحاب المزارع السمكية .
• القيام بعمل الدورات العلمية لتدريب الكوادر الجديدة .

يلاحظ في بعض الفصول منع صيد أنواع معينة من الأسماك ، لفترة محددة . فهل هذا الإجراء يتم عن طريقكم أم عن طريق جهة أخرى ؟ وما الهدف من ذلك ؟

هذا الإجراء يتم بالتنسيق والتعاون مع قيادة حرس الحدود بمنطقة المدينة المنورة بناء على التعليمات المبلغة لنا من الجهة المختصة بوكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية بوزارة الزراعة . وأما الهدف منه فهو الحفاظ على بعض أنواع الأسماك المستهدفة وقت التكاثر . ومنحها الفرصة لوضع البيض .
والأسماك التي تم حظر صيدها في السنوات الأخيرة هي الناجل والطرادي ، ثم أضيف إليها الشريفي في آخر حظر .


كيف نشأت فكرة إنشاء متحف الأحياء البحرية والتراث البحري . داخل الفرع ؟

نشأت هذه الفكرة أولا من عشقي الشخصي الشديد منذ الصغر للمقتنيات التراثية ، وعندما استلمت زمام العمل في هذه الإدارة ، وجدت المجال رحبا هنا لإشباع هذه الهواية أولا ، ثم تقديم جهد يساهم في تعريف المواطنين والزائرين لهذه المدينة بالأحياء البحرية الموجودة في المحافظة ، وساعد على ذلك أن من مهام عملنا هو تشريح بعض الأسماك لمعرفة أسباب الوفاة .



وكيف تتم عملية التحنيط والحفظ ، وهل لديكم خبراء في هذا المجال ؟


ليس لدينا خبراء مخصصون لأن هذا لا يدخل في نطاق عمل الفرع ، ولكني عندما فكرت بهذا الأمر ، اعتمدت على جهودي الذاتية في إحضار بعض المتخصصين في هذا المجال من مدينة جدة ، فكنت أؤمن لهم تذاكر السفر وأجرة السكن ، لتدريب العاملين لدينا ، حتى أصبحوا ولله الحمد يجيدون هذه العملية ، بل يجددون ويبدعون فيها ، كما أننا نستعين ببعض الجزارين لإخلاء الكائنات البحرية من محتوياتها من اللحم ، وهي كميات كبيرة تقدر بمئات الكيلوغرامات . أما الحفظ فإنه يتم بواسطة سائل الفورمالين .

ما التجديد الذي أضافه العاملون لديكم على عملية التحنيط ؟


التحنيط الذي تدربوا عليه يتم بواسطة الجبس ، ولكننا اكتشفنا بعد مدة أن الجبس يسبب جفاف الجلد وتشققه ، فاستعضنا عنه بحشو الجسم بالرمل البحري المالح ، المخلوط ببعض الأعشاب بما يعادل الكمية المخلاة من اللحوم للعمل على تجفيف الجسم من المياه ثم تفريغها وإعادة حشوها بمواد تعمل على شد الجسم لإبقائه على وضعه الطبيعي ، وإعادة تخييطه.
وكنا في فترة التدريب نقوم بشراء الأسماك الكبيرة لإجراء التجارب ، وكأي بداية فإننا كنا نخسر الكثير من هذه الكائنات ، بسبب عدم نجاح العملية .

كم عدد العينات الموجودة في المتحف تقريبا ، وكم عدد الزوار اليومي ؟


يوجد في المتحف تقريبا ( 210 ) عينة للأحياء والأسماك منها الكبيرة جدا والنادرة كعروس البحر ، والقرش النمري بخلاف التراث.. أما معدل الزوار اليومي باستثناء المراجعين ، فإنه يتجاوز العشرين في اليوم خلاف أيام الإجازة ، وزيارة طلاب المدارس والمجموعات السياحية حيث يصل العدد أحيانا إلى خمسين فردا .

هل يسمح للنساء بزيارة المتحف ؟


المتحف يقع داخل إدارة حكومية خدمية يؤمها الكثير من المراجعين ، ولذلك فإن زيارة النساء تسبب لنا بعض الحرج ، ولا نتمكن أيضا من مراقبة المحتويات من عبث الأطفال المصاحبين أثناء الزيارة ، بيد أنا في هذا الصيف سمحنا لبعض الزوار من خارج محافظة ينبع باصطحاب عائلاتهم نزولا عند رغبتهم ومراعاة لظروفهم .

ألا يمكن إنشاء متحف مستقل عن الإدارة ؟

تعتزم وزارة الزراعة بناء على خطاب معالي الوزير لمعالي وزير الشؤون البلدية والقروية بمنح الوزارة موقع على البحر لإقامة مركز لأبحاث الثروة المائية الحية بمحافظة ينبع بحيث يلحق به قسم للمتحف ، وقد أبدت بلدية ينبع برئاسة الدكتور عبدالعزيز العمار تحمسا كبيرا لهذا المشروع وحددت قطعة أرض على شاطئ البحر جنوب شاليهات أراك ، وعملت الكروكيات اللازمة ، إلا أن الموضوع تعثر في أمانة المدينة المنورة ، بسبب طلبهم الابتعاد عن البحر بما لايقل عن أربعمائة متر ، وهذا لا يساعد على أداء الغرض من الأبحاث التي تتطلب أحواضا مائية ، ومراقبة للأسماك في بيئتها الطبيعية ،
وقد صدرأخيرا توجيه من سمو سيدي أمير منطقة المديينة المنورة بتخصيص موقع لمركز أبحاث الثروة السمكية بمحافظة ينبع .
وإن شاء الله سوف نواصل شرح وجهة نظرنا للأمانة ، حتى نكمل بناء المشروع .

من أين تأتون بهذه الكائنات ؟

الغالبية منها يتم شراؤها ، وبعضها نجده نافقا على الساحل ، كما حدث لعروسة البحر في سواحل مدينة ينبع الصناعية .



ما سبب نفوق هذه الكائنات ؟

بعض النفوق يكون بسبب المرض ، فالكائنات البحرية قد يعتريها المرض( وهذا نادر ) كأي كائن حي آخر ، وبعضها بسبب تعرضه لمحركات وسائط الصيد ، وبعضها بسبب التلوث ، وبعضها بسبب انحسار البحر ، ونحن نقوم بفحص النافق وتشريحه لتحديد أسباب الوفاة ، قبل التحنيط .


عروس البحر هذه التي رأيتها ليست كعرائس البحر التي نقرأ عنها في الروايات والأساطير ، فمن أين جاءت هذه التسمية ؟

طبعا هناك فرق بين الأسطورة والواقع .. أما التسمية فإنها جاءت من أن عروس البحر تسبح أحيانا واقفة وتطبق زعانفها على صدرها ، وهو المشهد الذي يعتقد أنه أوحى للبحارة بفكرة عروس البحر. كما أن هناك تطابقا تشريحيا بين الإنسان وهذا النوع من الحيتان ، فهو من ذوات الدم الحار كالإنسان ، وليس من ذوات الدم البارد كالأسماك ، كما أنه يلد ، ولا يبيض ، و يرضع صغاره من أثداء كالإنسان ، وله أياد بخمسة أصابع في كل يد كالإنسان ، وله جهاز تناسلي مشابه للإنسان .



كثير من المواطنين في ينبع وكذلك الزائرين لها يجهلون وجود متحف رائع كهذا .. فهل تقومون بعمل الدعايات اللازمة له ، وما هي الإجراءات المتخذة لتشجيع المواطنين على زيارة هذا المتحف .

نقوم بالتنسيق مع المدارس ، والشاليهات والفنادق والشقق المفروشة والجهات الحكومية الأخرى عبر إعلانات تم توزيعها باستقبال الزائرين ونخصص لهم من يقوم بالشرح والإجابة على الاستفسارات ، ونشجعهم على الزيارة بمنح بعض الميداليات التذكارية ، والقبعات الملونة للأطفال . وفي هذا العام تعاونت معنا مؤسسة عيد أبو الحسن بعمل لوحات إرشادية توضح المسار إلى الموقع ، كما أن مركز المعلومات السياحية بمدينة ينبع الصناعية قد أضافنا إلى الدليل السياحي هذا العام مع نبذة مختصرة عن نشاطنا . ودعوة إلى زيارتنا وأجدها مناسبة لأتقدم لسعادة مدير عام مشروع الهيئة الملكية بينبع المهندس محمد عبد العزيز الجويسر بخالص الشكر على توجيه سعادته بالتعاون معنا من خلال إضافة المتحف بالدليل السياحي لمركز المعلومات السياحية وتزويدنا بعدد كبير من الصور لينبع الماضي والحاضر وللأخ خالد سبيه ، وسعود معمرجي ، ونتطلع للمزيد .
وأيضا نشجع طلاب الجامعات الباحثين في هذا المجال على زيارتنا ونساعدهم في مراحل بحوثهم . وندعوهم إلى التعاون معنا .
ولكن ارتباط الزيارة بالدوام الرسمي للإدارة ، يحد من عدد الزوار وبالذات في غير العطل الرسمية


ما الأقسام الموجودة في المتحف ؟

يحتل المتحف دورين ، يوجد في الدورالأسفل قسم الكائنات البحرية الضخمة كعروس البحر والقرش النمري ، وبعض اللوحات الإرشادية والتوضيحية لمراحل التحنيط ، وبعض الأحياء المحفوظة ، وفي الدور العلوي يوجد قسم يضم مختلف أنواع الأسماك ، والقروش والسلاحف ، وقسم للتراث البحري والأدوات البحرية والملابس التي يستخدمها الصيادون ومراحل تطورها عبر الزمن ، وبعض الشعاب المرجانية ، و يضم هذا القسم جناحا للوثائق الرسمية القديمة كحجج بعض المراكب المستخدمة في السابق ، وبعض التصاريح ، وقسم للغوص وأدواته قديما وحديثا .


هناك لجنة باسم ( لجنة أصدقاء التراث ) أنشأتها بلدية ينبع بالتعاون مع عدد من المواطنين المتطوعين ، من مهمتها ابراز التراث الحضاري ، وإحياؤه ، والتعريف بقيمته التاريخية والمحافظة عليه .. وبناء على ما لاحظته من اهتمامكم بالتراث بصفة عامة ، والتراث البحري بصفة خاصة وهو ما تزخر به مدينة ينبع ، فهل يمكن أن تتعاونوا مع هذه اللجنة لو طلب منكم ذلك ؟

نعم وبلا أدنى تردد ، فكل ما يخدم التراث نفرح به ، ونساهم في إنجاحه وتطويره ، ونبذل ما نستطيع من جهد في سبيل ارتقائه ، وتطوره وهي خطوة جيدة في سبيل المحافظة على هذا التراث الذي أوشك الآن على الاندثار ، إن لم تسارع مثل هذه الأيادي الكريمة بانتشاله ، وما المتحف البحري إلا جانب من جوانب هذا التراث الذي نسعى إلى المحافظة عليه وتعريف الأجيال القادمة به .


هل اطلعتم على موقعنا على الانترنت ( المجالس الينبعاوية ) ، وما رأيكم في القسم البحري الموجود به ؟

نعم اطلعت عليه ، وهو نافذة جيدة للاطلال على هذا الفضاء الرحيب ، ونشر ثقافات البلد وجسر للتواصل ، وأخذ بأسباب التقنية الحديثة وتسخيرها لخدمة المجتمع ، وإنني أشكر كل القائمين عليه ، وأتمنى أن يكون النجاح حليفهم في كل ما يصبون إليه .
أما القسم البحري فإنني متابع لكل ما ينشر فيه ، وقد أعجبت بكل الموضوعات التي تتحدث عن المراكب وأسمائها ، وأنواعها ، وأصحابها ، وحمولاتها .
ولا سيما أن المشاركين هم من أصحاب الخبرة في هذا المجال كما يبدو ، وهذه بادرة تحسب لكم .



في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل نيابة عن كافة مشرفي وأعضاء وزوار المجالس الينبعاوية عبر شبكة الانترنت ، وأتمنى لكم التوفيق في كل ما تصبون إليه .

نحن الذين نشكركم على السماح لنا بهذه الإطلالة الجيدة التي نرجو أن تساهم بالتعريف بالنشاطات التي تقوم بها هذه الإدارة ، وأن تلقي الضوء على ما هو موجود في المتحف البحري ، وندعو الجميع لزيارته ومشاهدته .
وأرجو إبلاغ تحياتي وتحيات منسوبي فرع إدارة الثروة السمكية بينبع لكافة مشرفي المجالس الينبعاوية، وأعضائها وزوارها . ومن كان له الدور في هذه الفكرة الرائدة .



فاطمة البكيلي








هذه المقابلة تأخرت كثيرا فقد كان من المقرر لها أن تنشر مع بداية شهر رمضان المبارك ولكن ظروف مرض والدة الكاتبة ودخولها المستشفى وإجراء عملية لها وانشغال الكاتبة معها أدى إلى عدم اكتمال اللقاء وتأخير وصول الصور المصاحية له وهي صور والدها أحمد يحيى القايد وبعض الأوسمة والشهادات ونحن إذ نعتذر عن هذا التأخير غير المقصود فإننا نبتهل إلى الله عز وجل ألا يري والدتها مكروها وأن يكتب لها الشفاء والسلامة . وأن يطمئننا عليها أما الصور فسوف نضيفها حين وصولها إن شاء الله .. وأترككم الآن مع اللقاء
أبو رامي


إنه الوطن ....... كيف لانحبه
حين طُلب مني أن اكتب عن الوطن ، تمثل أمام ناظري فارسٌا ممتطيًا صهوة جواده ، يحمل بإحدى يديه سيفًا وبالأخرى علمًا ، وفي الجهة المقابلة تقف حسناء تناثرت خصلات شعرها على أكتاف مرفوعة تنظر إليه بعينين نجلاويين .. التقيا ثم انطلقا ينظران إلى البعيد البعيد .
أتعرفون من هو ؟ أتعرفون من هي ؟
** إنه الوطن .. إنها المملكة العربية السعودية **
تناغم عجيب بين الاسم والمسمى يجعلنا نتساءل في حيرة . أخُلقت له ، أم خُلق لها ؟
هذا هو وطني بكل مافيه اسمًا ومسمى
هذا هو وطني الذي حين بدأ كفاح أبنائه قالواعنه ..( وطني الحبيب ...).
وعند قطف ثمار ذلك الكفاح تغنوا ( يابلادي واصلي)
وعند ارتقائه وسموه بين الأوطان تفاخرنا ورددنا ( فوق هام السحب وان كنتي ثرى )
هذا هو وطني ..حبات رمله عقيق ، ونسيمه خيوط من حرير نسجت مع هذه المساحة الشاسعة قماشة رائعة من أجواء عطرية مختلطة ( صحراوية ، جبلية ، ساحلية)
من قال أننا بعد ذلك كله لانحبه ؟ من قال أننا بعد ذلك كله لسنا أبناء بارين به ؟
كيف لاوبه أطهر البقاع ( مكة المقدسة ، وطيبة الطيبة ).
كيف لا وعلى أرضه نزلت أسمى الرسالات السماوية
كيف لا ونحن نعيش تحت سمائه شعبًا دينه واحد .
كيف لا ونحن نعيش على أرض لم يدنس ترابها بالحروب أو الكوارث .
كيف لا . ثم كيف لا .. ونحن له وبه نباهي .
بعد ذلك كله ألا تستحق أن تكون هذه الأرض وطني وملاذي ، ثم ألا يستحق هذا الوطن أن يكون مسماه المملكة العربية السعودية؟




هذه هي فاطمة أحمد البكيلي كاتبة سعودية هاجسها الوطن وتفكيرها في الوطن وكتاباتها للوطن .. كلماتها تلامس الهموم وتشخص الأوجاع وتخرج من القلب فتدخل القلب .. أشربت حب الوطن منذ الطفولة في بيت قائدعسكري أحب الوطن ودافع عنه وعاش من أجله وأكملت المسيرة أم فاضلة غذت المشاعر ونمت الأحاسيس

والدها أحمد يحيى البكيلي أعرفه تمام المعرفة فقد كان جارا لنا وحينما أتذكره الآن بقوامه الممشوق وسحنته العسكرية والشمسية التي لا تكاد تفارق يده أتذكر قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول

ولا يكاد يعرف في ينبع إلا بلقب القايد الذي اتخذته مدخلا للحديث مع
( بنت القائد ) الكاتبة السعودية الأستاذة فاطمة البكيلي


كيف اكتسب والدك رحمه الله لقب القايد ؟


والدي قائد عسكري خدم في أبها وفي معان وفي الوجه وضبا ثم استقر به المقام في ينبع واتخذها سكنا بعد أن تقاعد من الخدمة العسكرية .




القائد : أحمد يحي البكيلي


إذن أنت ينبعية ؟
أنا ينبعية المولد . طائفية النشأة .. جداوية المستقر

حدثينا عن هذه الجوانب في حياتك .
ولدت في مدينة ينبع البحر في حي يسمى القف .. ومكثت فيها حتى بلغت السنة السابعة من عمري ثم أن والدي رحمه الله عانى من مرض أجبرنا على الانتقال به إلى مدينة الطائف لعلاجه ولم يلبث أن توفي فيها أثر هبوط حاد في القلب
ولم يكن يدور في خلد والدتي التي كانت تحب ينبع حبا جما أو خلدي أن هذه السفرة ستكون آخر العهد بينبع حيث أصر خالي على أن نقيم في الطائف فلم يعد هناك ما يربطنا في ينبع

وماذا بقي في ذهن ابنة السابعة من ذكريات عن ينبع ؟
ما زلت أذكر بيتنا والأرض التي بجوار بيتنا ، والبئر الذي حفره والدي فيها وما زلت أذكر عن هذه الحبيبة ينبع ـ البحر بشاطئه الذهبي وأشجاره الشامخة،التي افتقدت وجودها عند زيارتي لها عام 1419هـ

ومن تذكرين من البشر ؟
لم يكن مجلس والدي يخلومن الزائرين سواء كانوا جيران أو زملاء عمل أو محتاجين لمعونات أو مسؤولين وقادة عسكريين
وكنت دائمًا حاضره مجالسه و مستمعة جيدة أو فوق العادة و لذلك اكتسبت مهارة التحارور وتحليل الأمور والنظرة الثاقبة ، حيث كنت تلك الطفلة الصغيرة السعيدة التي تنعم بكافة وسائل الترفيه الممكنة في ذلك الوقت.
كما يتميز منزلنا انه كان مقر اجتماع نساء الحي وأحيانا الأحياء المجاورة ،وكانت اجتماعاتهن لاتخلو من ترديد بعض الأهازيج الينبعاوية
أذكر من الرجال العم دخيل الله الزويرعي رحمه الله والعم سفر القثامي والعم محمد علي المويلحي والسقاء الذي كان يحضر لنا الماء ..أما من النساء فأذكر كثيرا من الأسماء
هذه المرحلة الأولى أعتبرها أسعد مراحل حياتي بوجود الأب والأم ولكنها سعادة مؤقتة للأسف

وماذا عن المرحلة الثانية ؟
المرحلة الثانية ارتبطت بحدثين مريرين بوفاة الوالد وبالغربة حيث عشنا في بيت خالي في الطائف ثم انتقلنا أنا ووالدتي إلى منزل منفصل وهنا ظهر الدور التربوي للوالدة هذه المرأة العظيمة التي لا يمكن أن أنسى أفضالها فقد حرصت على أن التحق بالمدرسة أسوة ببنات الحي الذي كنا نسكن فيه
وقد كانت ترافقني إلى المدرسة في ذهابي وعودتي في جميع مراحل دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية ،
كان موسم الصيف يمثل لوالدتي الأزمة الكبرى حيث كان هناك الكثيرمن وقت ا لفراغ ، وكانت حريصة بإشغاله بشتى الطرق
فقد كانت منذ بداية العام تأخذني معها مشيا إلى مكتبة البرعي في سوق البلد- برحة القزاز - ، فتتفق معه على أن يجمع لها القديم من كل ماهو مقروء من المجلات والقصص والكتب التي لم تباع فتشتريها منه بمبلغ زهيد ثم تقوم بعد ذلك بتوزيعها على عدد أيام العطلة الصيفية
وتطلب مني بعد ذلك قراءتها عليها ،ثم تحاورني ببساطة عما قرأته – من أين اتتها هذه الحنكة وهذا التفكير- وكنت اعتقد في ذلك الوقت أن والدتي تقرأ وتكتب ولكني اكتشفت وأنا في الصف الثاني المتوسط أنها لاتعرف الألف من كوز الذرة على قول إخواننا المصريين
وكان من أهم هواياتها تسجيل الأخبار وبرامج الأسرة على كاسيت ثم إعادتها على مسامعي عند عودتي من المدرسة
وكانت صارمة في تربيتي ، حيث عودتني على تحمل المسؤولية منذ نعومة اظفاري وأنني يجب أن أسعى لتكوين مستقبلي حتى لو بالحرب
لذلك كنت حريصة على أن تكون دراستي هي هدفي الذي أحقق من خلالها ما تصبو إليه والدتي خاصة وأنها كانت تذكرني دوما وأبدا أنها لن تدوم لي ، فكان هذا يشكل هاجسا آخرمريعا بالنسبة لي .
والحمد لله أن هذا الغراس قد أثمر عن حصولي على بكالوريوس اللغة العربية و العمل في الميدان التعليمي ثم انتقلنا إلى جدة وأنا الآن مشرفة تربوية ولوالدتي الفضل الكبير فيما أنا عليه الآن

وكيف بدأت رحلتك مع الصحافة ؟
بدأت ببعض المشاركات في جريدة عكاظ ثم انتقلت إلى جريدة المدينة التى تبنتني واحتوتني واستطعت من خلالها ان أخرج مافي جعبتي من حصاد الغراس

ماسر هذا التوجه الوطني في مقالاتك ؟
والدتي كانت هي المحفزالوطني الأول في حبي لهذه الأرض بفطرتها وفكرها البسيط، اما المحفزالوطني الثاني للكتابة عن وطني فقد ولد عندي المقارنة والرؤية المتعمقة ، لحقائق الأمور بين واقعنا الأمن وواقعهم المؤلم ..من خلال الأحداث الواقعة على أرض العراق ،والفوضى القاتلة في الحكومة اللبنانية فأنا أرفض أن تكون بلادي ميدان قتال أو تستباح حتى باللفظ كذلك الهجمة الإعلامية سواء بالتصريح أو التلميح من بعض القنوات،الفضائية ، أومن بعض المذيعات السعوديات للأسف اللاتي قمن بالعمل في بعض القنوات الفضائية التي تديرهها مؤسسات إعلامية معادية لنا بالإضافة إلى أنهم جعلوا المرأة السعودية مادة إعلامهم وكأن تحررها هو الذي سيعيد توازن القوى الأخرى
فلم أجد لي وسيلة للرد عليهم سوى قلمي من خلال جريدة المدينة فكانت المقالات التالية
اوراق مكشوفة
الأمير نايف بصيرة ثاقبة
قادتي لاأرضى بغيركم بديلا
ياوطن مالنا وماعلينا
تصحيح الأوضاع.. مسؤولية مواطنة
الرحلتان يوليو 56ومايو2008،
والفضل في ذلك بلا أدنى شك لوالدتي التي غرست في نفسي أن أحب وطني كما أحب أبنائي وأن أحب لغيري كما أحب لنفسي .

لديك أبناء ؟
نعم لدي أحمد ومحمد وهما أروع حدث في حياتي

نسأل الله أن يحفظهما ويبارك فيهما ويرزقك برهما .. ولكن هل انقطعتك صلتك بينبع ؟
لا لم تنقطع حيث زرتها في العام 1419هـ ومكثت فيها أسبوعين زرت فيهما مواطن الذكريات وكانت أيامهما من أجمل الأيام

حدثينا عن منتدى المجالس الينبعاوية وكيف تعرفت عليه ؟
في الآونة الأخيرة أصبحت الوالدة متعلقة بينبع بشكل كبير تروي لي بعض الأحداث وتسألني عن بعض الأشياء وأحببت أن أقدم لها بعض المعلومات فلجأت إلى محركات البحث أبحث عن مواقع خاصة بينبع واطلعت على معظمها ومن بينها موقعكم الذي تعبت في محاولة التسجيل فيه دون جدوى إلى أن لفت نظري وجود رقم هاتف الأستاذ عواد الصبحي وسرعان مااتصلت به وعرفته بنفسي فاستقبلني بترحاب بالغ وأتم لي عملية التسجيل بيسر جزاه الله خيرا .. ثم بعد ذلك كتبت استفسارا عن أحمد القائد في موقع تراث وسياحة التابع لكم فوصلتني رسالة منك فيها بعض التفاصيل التي أسعدتني كثيرا وأسعدت الوالدة عندما أخبرتها بها

وما رأيك في منتدى المجالس الينبعاوية ؟
من أروع المواقع التي مرت علي يتسم برصانة الكلمة ومصداقية الطرح ولدى أعضائه حس وطني عال مستمد من توجه القائمين عليه والفكر الذي يحملونه وقد أشرت إلى ذلك في إحدى مقالاتي
قرأنا ذلك ونشكرك عليه كثيرا .. و نعتبر انضمامك إلى المجالس الينبعاوية مكسبا كبيرا



وبعد فهذه هي الكاتبة السعودية فاطمة البكيلي التي استطاعت المجالس الينبعاوية أن تكسبها قلما رائدا وفكرا راقيا وإطلالة ثقافية مميزة نفخر بشهادتها كفخرنا واعتزازنا بشهادة من سبقوها إلينا في لقاءات وحوارات مميزة من الشخصيات والقيادات البارزة أمثال فضيلة الشيخ الدكتور سعد البريك والشيخ عبد الرحيم الزلباني مدير تعليم ينبع السابق وفضيلة الشيخ محمد الحميدي القاضي في محكمة التمييز وفنان العرب محمد عبده والفنان التشكيلي العالمي نبيل نجدي وسعادة وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون المعلمات الأستاذ أحمد البلوشي وسعادة مدير تربية وتعليم ينبع الأستاذ محمد فراج بخيت والشاعر السعودي الكبير مصطفى زقزوق وسعادة عميدة كلية التربية بمحافظة ينبع الدكتورة مها باجنيد والكثير من الشهب المضيئة في سماء وطننا الكبير نسأل الله أن نكون عند حسن ظنهم وأن نقدم ما يرضيهم وما ينفع البلاد والعباد إنه ولي ذلك والقادر عليه
.